السلام عليكم:
في الجزء الأول من لغز مذبحة بني مزار عرضنا لكم تفاصيل واحدة من أغرب القضايا التي مرت علي تاريخ مصر ولم تجد الجهات المعنية فاعلها حتى الأن، عرضت لكم المذبحة كاملة بالدلة ومعاينات أماكن المجزرة وتقارير المعاينات وتقارير الطب الشرعي، اليوم سأعرض لكم المرافعة التي قدمها المحامي طلعت السادات في وقتها مدافعاً عن المتهم الوحيد والذي لم يرتكب المذبحة ولكون هذه المرافعة قيل عنها في المحاكم أنها يجب أن تدرس قررت أن أعرض لكم أهم نقاطها في الجزء الثاني من مذبحة بني مزار.
* مرافعة طلعت السادات:
في دفاعه عن المتهم الوحيد في قضية
عزبة شمس الدين التابعة لمركز بني مزار في محافظة المنيا قال المحامي طلعت
السادات
أن موكلي ليس الفاعل الحقيقي بل هناك آخرين مسؤلين عن هذه
الجريمة وأن الشكوك التي ساورتني حول صحة القبض علي موكلي لم تفارقني علي
الإطلاق وإنه من غير المعقول أن يقوم مجنون بتنفيذ جريمة لثلاث أسر في فترة
زمنية وجيزة وبهذه الحرفية التي تؤكد أنها تمت بتخطيط علي مستوى رفيع ،
وبالعودة لنص الطب الشرعي والأدلة الجنائية نجد التالي :
1-
تم تحديد الوقت الذي تم فيه تنفيذ الجريمة بساعتين تقريبا ما بين الساعة
الثانية إلي الرابعة فجراً فكيف يقوم شخص واحد بقتل هذا العدد والتمثيل
بجثثهم في هذا الوقت بدون مقاومة أي من الضحايا وبدون ترك أدلة تشير إليه ،
ولو إفترضنا جدلاً حدوث هذا فلابد من من أن يكون الشخص محترف يتمتع بعقلية
إجرامية عاتية وهذا لا يتفق مع كون موكلي مريضاً نفسياً يعاني الهلاوس
السمعية والبصرية "يقصد هنا ما جاء في تقرير الشرطة"
2- الجروح وإستئصال الأعضاء تم
بطريقة جراحية ماهرة كما ورد في تقرير الطب الشرعي فقد تم شق الجانب
الأيسر من البطون وقطع الأعضاء النتاسلية بطريقة وصفت بأنها فنية جرت بهدوء
وخبرة كبيرة في الجراحة والتشريح وإختلفت من ضحية لأخرى، كما أنه ورد في
التقارير أن هناك أثار مادة مخدرة محدودة علي الضحايا عند التشريح وهذا لا
يتفق مع الوقت المحدد لإرتكاب الجريمة ولا يتفق مع كون مرتكب الجريمة شخص
واحد.
3- قدمت الشرطة محمد علي أنه مختل عقلياً
ثم بعدها جاء تقرير أطباء مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية ليؤكد أنه
عاقل، وبعدها جاءت شهادة كبير الأطباء الشرعيين لتؤكد من جديد انه مريض
بالإنحراف الجنسي.
4- العينات التي تم أخذها
من جلباب المتهم والذي زعمت الشرطة أنه كان ملطخ بالدماء وتم غسله تلك
العينات إختفت وبسؤال خبير البصمات قال أن هذه العينات قد إستهلكت بفعل
المواد الكيمبائية التي وصعت عليها إختبار أثار الدماء والأهم هو عدم وجود
أي دليل ضد موكلي من أثار أو بصمات في مكان الحادث.
5-
المفاجأة الكفيلة بإنهاء هذا الجدل هي أنه قد شمل تقرير الطب الشرعي علي
نزع الأعضاء التناسلية ونزع القرنيات والكلى وهو ما يقترن معه إحتمالية
وقوع هذا الحادث بسبب عمليات الإتجار بالأعضاء .
ولهذه
الأسباب وأسباب أخري طالب المحامي طلعت السادات بالبراءة لموكله من التهمة
المنسوبة إليه وتم رفع الجلسة للمشاورة، وبعد عودة الجلسة وسيادة الصمت في
قاعة المحكمة قال القاضي ما يلي:
ان القضية
تتضمن العديد من تضارب الأدلة والأقوال لذلك فالمحكمة لا تطمئن إلي إرتكاب
المتهم لهذه المذبحة لتضارب التقارير الطبية الشرعية والتقارير الطبية
النفسية للجناية موضوع الحكم، لذلك حكمت المحكمة حضورياً ببراءة المتهم محمد
علي عبداللطيف من التهمة المنسوبة إليه وذلك لتضارب وتناقض أقوال الشهود
والأدلة الفنية.
للاطلاع علي لغز مذبحة بني مزار الجزء الأول من هنا
** مابعد النطق بالحكم ::
بعد
النطق بالحكم وبراءة محمد عقد المحامي طلعت السادات مؤتمراً صحفياً في
مكتبه وهناك فجر والد محمد مفاجأة في وجه الحكومة قائلاً أن مساعد الوزير
وبعض اللواءات أجبروا إبنه علي الإعتراف تحت التهديد بالضرب والصعق
بالكهرباء وقال أن بعض المجني عليهم تربطنا بهم علاقة قرابة وثيقة وأنه في
أول يوم من الجريمة أتت المباحث ظهراً واخذتني وأهل بيتي وقاموا بتفتيش
المنزل وتركوا الطفل الرضيع مع جدته .
وفي القسم قاموا
بضربنا وصعق محمد بالكهرباء وجلده عارياً وإستمر التعذيب ليلة كاملة دون
أن نعلم السبب وفي الصباح قالوا لي إذهب لمحادثة اللواءات وبعدما صعدت لهم
قالوا، تعاون معنا وإبنك يعترف بالقضية وسنقول أنه مجنون وسنجهز تقريراً
بذلك ومن ثم سيخرج براءة .
وحينما رفضت إستمر التعذيب ثلاث ليالي
أخرى وفي اليوم الرابع قالوا ستتحدث مع مساعد الوزير وقد قال لي نفس كلام
اللواءات بأنه يجب ان يعترف محمد وحينما قلت حسبي الله ونعم الوكيل قاموا
بضربي ثم أحضروا محمد وبناتي وهددوه إما الإعتراف وإما هتك عرض أخوته
البنات وقامو بتمزيق ثياب بناتي وهنا صرخ محمد "خلاص هعمل اللي انتوا
عايزينه"
وفي نفس المؤتمر قال مختار أخوا محمد، قبل الحادث
بإسبوع جاءت سيارة إسعاف وقفت في البلد وخرج منها بعض الأطباء وقاموا بأخذ
عينات دم من الناس ومنهم المجني عليهم تحت زعم أن هناك فيروساً منتشراً .
وأضاف
مختار نفس كلام والده وقال أن المباحث يهود وأنهم حقنوا أخيه بمواد مخدرة
ودربوه علي الإعتراف وإشارة الأماكن الذي حدث بيها الحادث وبالطبع أكدت
الشقيقتان نفس الكلام. * بحث وكتابة: سينا
تعليقات
إرسال تعليق