القائمة الرئيسية

الصفحات

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

 أن يضربك الجوع فلا تجد ما تأكله لعدة أيام هو شئ يصيب العقل والجسد بالإرهاق وعدم القدرة علي الحراك، فيتداعي جميع أعضاء الجسد عضواً تلو الأخر، لكن أن يضربك الجوع فتأكل لحماً بشرياً أنه التطرف بعينه والتجسد الشيطاني الذي يؤهلك لأكل ما لا يجب أكله بل أكل المخلوق الذي كرمه الله سبحانه وتعالي لكن ماذا نقول لزوجين أكلا مائة طفل وباعو لحومهم؟؟

 

_أنا سينا واليوم سنتحدث عن عبود وخجاوة آكلة لحوم الأطفال.

 

الموصل العراق في عشرينيات القرن الماضي نشرت جريدة علمدار التركية جزء من محاكمة عبود وخجاوة وجاء فيها التالي:

 

القاضي: كيف اقدمتما علي هذا العمل البشع؟؟

 

الزوجين: قد وصل بنا الجوع لدرجة لا تطاق فقد نفد الطعام ثم بدأنا بأكل الهررة، وعندما نفدت أكلنا الكلاب وكان لحمها ألذ من القطط ولكنها نفدت أيضاً   فأصبحنا أمام خيارين إما الموت جوعاً أو أكل لحم البشر فهو أكثر شئ متواجد حولنا.

 

القاضي: كيف بدأتما هذا الجرم:

 

خجاوة: بدأنا بإمرأة عجوز جارتنا خنقناها وطبخناها  إلا أننا قضينا الليل نتقيأ لأن لحمها كان دسماً، فقررنا الإتجاه إلي الأطفال حيث ذبحنا طفلاً وكان طعمه لذيذاً.

 

القاضي: وكيف كنتم تحصلون علي الأطفال:

 

خجاوة: أشركنا طفلنا في الأمر حيث كان يأتي لنا بطفل بغية اللعب معاً في المنزل، فنخنقه ونأكله ثم ندفن العظام في حفرة عميقة داخل المنزل

 

القاضي: كم عدد الضحايا؟

الزوجين: لا نذكر تماماً لكنه عدد كبير لا يمكن إحصاؤه بالجماجم المتواجدة في السرداب.

 ثم أصدر القاضي حكمه بالإعدام 


 * عبود وخجاوة القصة الكاملة:

كانت مجاعة الموصل عام 1916 هي السبب فيما حدث لأطفال الموصل، فقد كتب عبد العزيز القصاب في مذكراته عن مجاعة الموصل، أن خلال رحلته في الطريق بين حلب والموصل رأي الجثث البشرية علي جانبي الطريق  وعند دخوله قرية تدعي " دمير قبو" وجد الجياع منتشرين فيها ولا يتمكنون من الحركة لشدة الجوع.

 

تم تسمية هذا العام " بعام غلاء الليرة" وكتب المؤرخ الراحل أحمد الصوفي في جريدة علمدار التركية أن خجاوة كانت تعمل دلالة وعبود لديه دكان "محل لبيع الطعام" وكنتيجة لهذه المجاعة بدأ عبود وخجاوة رحلتهم الإجرامية وهذا بخطف وذبح الأطفال وتقطيع لحومهم وطبخها لعمل قلية "لحم مقلي" فقد كانت من أشهر آكلات الموصل


 


* بعد النطق بحكم الاعدام شنقاً في حق عبود وخجاوة في ميدان عام، تم وضعهم علي حمارين متجهين إلي ميدان الطوب حيث قام الأهالي بالتجمهر لمشاهدة عملية الإعدام وقيل أن هناك إمرأة قضمت قطعة من لحم قدم خجاوة وهي تصرخ " قتلت أولادي الثلاثة"

من أقوال الأهالي وقتها أن أثناء محاولتهم لظبط وجه عبود في إتجاه القبلة، يلتف الحبل مرة أخرى ليصبح ظهره للقبلة

 

* يبقي السؤال هنا كيف تم كشف جرم عبود وخجاوة بعد هذا العدد المهول من الأطفال المختفية؟

 

في الواقع هناك ثلاث روايات عن كيفية القبض علي عبود وخجاوة تستحق الذكر وهما كالتالي:

الرواية الأولى: أحد الذين كانوا يأكلون في دكان عبود وجد في اللحم قطعة عظم صلبة وحينما نظر فيها وجدها عظمة إصبع صغير فذهب وأبلغ الشرطة.

الرواية الثانية: أحد القصابين "الجزارين" كان يأكل في دكانهم وبالصدفة بعد أن فرغ من تناول الطعام وهو يخرج من الدكان وجد حفرة مليئة بالجماجم البشرية فذهب وأبلغ الشرطة.


 

الرواية الثالثة: كان لدي عبود صديق وهذا الصديق لديه ضيف من محافظة أخري ولم يكن منزله يتسع لإستضافة الضيف خصوصاً بعد علمه أنه سيبيت الليلة معه، فطلب من عبود أن يُضيف ضيفه في منزله، وذهب الضيف لبيت عبود وفي المساء حينما كان يريد الذهاب للحمام وجد السرداب المليئ بالجماجم لكن قبل أن يصرخ أو يهرب وجد عبود خلفة وقد هوى عليه بحجر وقتله ثم قطع جثته وجهزها مع خجاوة للطبخ في الغد، في صباح اليوم التالي ذهب صديق عبود لمنزله ليسأل عن الضيف فأجاب عبود بأنه خرج باكراً للسفر إلي أهله، وعاد الصديق لمنزله لكنه فوجئ بأن اهل الضيف يسألونه عن والدهم الذي لم يعد، فذهب مرة أخري لمنزل عبود وسأله وأجابه عبود أن الضيف رحل في المساء لأنه قال أن الطريق طويل ويريد أن يصل باكراً، وهنا شعر الصديق بتوتر وتناقض في كلام عبود فأبلغ الشرطة.

وفي قصة متداولة متفرعة من الرواية الثالثة أن الضيف الذي كان في منزل عبود عندما وجد السرداب نفد بجلده وهو من أبلغ الشرطة.

* ملاحظة الكاتبة:

بالطبع لا يوجد سبب في العالم يبرر إرتكاب هذا الجرم الشنيع والأسوأ هو إرتكابه بمشاركة الطفل الصغير، لكني أريد تحية القاضي في حكمه وإعدام الجناة في ميدان عام، بل ربما كان هذه الحكم مخفف عليهم إلا أنه لا يوجد حكم أكبر من ذلك لتطبيقه، لاحظت في كشف الجريمة أن الرواية الثالثة هي الأقرب من وجهة نظري، وأن الرواية الأولي ربما كانت من تأليف العوام والثانية بها خطأ بسيط وهو أن السرداب لم يكن في الدكان بل كان في المنزل فكيف وجده القصاب! وانتم ماهي الرواية الأكثر تصديقا بالنسبة لكم؟؟؟

بقلم: سينا

author-img
أنا مجهولة الهوية التي تهتم بما يجذب الإنتباه , عملي هو نبش قبور المعلومات حتي يتوفر لدي ما يكفي لكي أفهم ما يدور في العالم من حولي , قادني شغفي في الكتابة إلي عمل مدونة تهتم بكل ما هو غريب و غامض أتمني لك الإستمتاع بكتاباتي .

تعليقات