بنى مزار إحدى المراكز التابعة لمحافظة المنيا ،سميت بإسم باب المزار
لأنها كانت المدخل الأساسي لزيارة منطقة البهنسا المشهورة بكثرة المزارات،
ومع الوقت تغير الإسم إلي بنى مزار، بداخلها عزبة صغيرة تدعي عزبة شمس
الدين وبها حدثت إحدى أبشع المذابح علي الإطلاق، مجزرة بني مزار بالمنيا التي
مازال المتهم فيها غير معلوم حتي الآن .
في 29
ديسمبر من العام 2005 يوم جديد علي قرية شمس الدين لكنه بدأ بفاجعة بشعة
راح ضحيتها عشرة أشخاص من ثلاث أسر مختلفة ، بدأ الأمر مع صلاة الفجر
حينما كان أبو بكر عبدالحميد ويعمل خبازاً ذاهباً إلي منزل والدته وأخيه طه
ليذهبوا معاً لأداء صلاة الفجر,
لكنه لاحظ أن إنارة الصالة
مطفأة علي غير العادة فذهب ليطمئن علي والدته فوجدها غارقة في دمائها وذهب
لإيقاظ أخيه فوجده هو الأخر غارق في دماءه ومع الصراخ وبداية تجمع أهالي
القرية سمعوا صراخ في منزل أخر حيث إستيقظت شقيقتان علي ضوضاء الشارع
ونزلوا للطابق الأرضي ليوقظوا أباهم لمعرفة ما يحدث لكنهم تفاجأوا بوجود
جثث كل من الأب والأم و أشقائهم أحمد وفاطمة، غارقين في دمائهم وتعالت
الصرخات إلي أن أغشي علي الشقيقتين زينب وأم هاشم.
ومع تجمع
الأهالي كان الطفل محمود طالب في المرحلة الإعدادية ذاهباً من منزل جدته
حيث كان يبيت الليل إلي منزله ليأخذ بعض الكتب ويذهب إلي المدرسة، وقد سمع
من الناس كلمات مثل قتل وجثث فهرع إلي المنزل ليطمئن علي أسرته لكنه تفاجأ
بوجود جثة أبيه وأمه وأخاه محمد وأخته أسماء لكن من هول الصدمة سقط محمود
ميتاً.
وبالطبع أتصل الأهالي بالشرطة،
** المعاينات والتحقيقات:
كشفت
تحقيقات الفريق الجنائي أن منازل الضحايا العشرة تقع جميعاً في نفس
الشارع بالعزبة منهم المنزل الأول الذي يقع علي بعد 250 متر من الطريق
الرئيسي، ويعيش فيه سيد محمود عودة 50 عاماً، وزوجته صباح علي عبد الوهاب
45 سنة، والأبناء أحمد 10 سنوات وفاطمة 8 سنوات وزينب وأم هاشم.
والمنزل
الثاني يفصل بينه وبين المنزل الأول منزلاً أخر، وكان يعيش فيه المحامي طه
عبد المجيد محمد 26 سنة، ووالدته هند أحمد حسن 55 سنة.
والمنزل
الثالث يبعد عنهم قليلاً ويعيش فيه المدرس يحيي أحمد أبو بكر 35 سنة
وزوجته نعمات علي محمد 25 سنة، وأبنائهم محمد سنة وأسماء سبع سنوات، ومحمود
13 سنة.
وكشفت التحقيقات عن وجود فردة حذاء مقاس 42 و جلباب
ملطخ بالدماء أعلي سطح أحد المنازل المنكوبة. وفي روايات أخري لم يكن
الجلباب متواجداً، ولم تكن البصمات ذو فائدة حيث تم إختلاط جميع بصمات
الأهالي الذين تواجدوا في هذه المنازل عند إكتشاف المذبحة. كما إكتشفوا
أيضاً أن القاتل قام بالذبح والتمثيل بجثثهم في ليلة رعب حقيقي بعيدا عن
انظار الأمن.
** تقرير الطب الشرعي:
التقرير المبدأي للطب الشرعي عن هذه الجريمة البشعة "قضية قرية شمس الدين" أكد تهشيم جميع الجماجم بأداة حادة ثقيلة كالساطور، و شق البطن وإستئصال الأعضاء التناسلية تم بإستخدام مشرط طبي وبيد ثابتة حتي من الأطفال وهذا الشخص متمرس في التشريح والعمليات الجراحية حيث كانت الجروح القطعية ممتدة من أسفل الرقبة وصولاً للأذن وقد تم ذبح عدة حمامات بجانب الجثث.
** إشاعات حول المجزرة البشعة:
بعد إنتشار
خبر مذبحة بنى مزار البشع في مصر كلها بل في بعض الدول الأجنبية أيضاً وليس فقط في
مركز بني مزار بالمنيا جاءت التكهنات من الأهالي ومن الصحفيين علي أن
المتهم أو المتهمين بالقتل كانوا يبحثون عن كنز فرعوني مدفون تحت العزبة
وكانوا قد حددوا المنازل الثلاثة كمدخل محتمل للكنز، وهو أيضاً ما دفعهم
للجوء إلي السحرة حيث طلبوا منهم قرباناً لحارس الكنز "الرصد" وهو أعضاء
تناسلية لخمس ذكور من البشر، أعضاء تناسلية لخمس إناث وأطفال وذبح خمسة من
الحمام الذكر للذكر والأنثي للأنثي.
لم
تصل جهات التحقيق للجاني حتي الأن في مذبحة قرية راح ضحيتها عشرة أشخاص مع
بتر الاعضاء التناسلية ، حادث مروع يهز مصر كلها ومازال الفاعل مجهولا .
** مؤتمر إعلان القبض علي الجاني:
بعد
6 أيام علي مجزرة بني مزار تم عقد مؤتمر صحفي أعلن فيه مساعد وزير
الداخلية القبض علي الجاني وقد جاء في بيانه عن ما ذكر في التحقيقات
وشهادة الشهود التي نصت علي أن الجاني ويدعي محمد عبد اللطيف قد إرتكب
واقعتين قبل هذه المذبحة وهم، الواقعة الأولي في فبراير من العام الماصي
فقد تسلل إلي السطح لأحد بيوت المجني عليهم وحاول الإعتداء علي زوجته لكنها
تمكنت من الفرار والإستغاثة، لكن لم يتم عمل محضر بالواقعة خوفاً من سوء
السمعة.
الواقعة الثانية هي التسلل لأحد المنازل وتقيم فيه سيدة
مع إبنتيها 14، 16 سنة لكنه تعثر بقدم السيدة فتنبهت وصرخت وقام هو بالفرار
لكن كانت الأهالي خلفه حتي تعقبوه إلي منزله وتدخل الأب وتم عقد جلسة
عرفية مع والده وكان من ضمن الحضور ضحايا المجزرة .
وبناء عليه
وعلي عدة أدلة أخري مثل إيجاد جلباب ملطخ بالدماء و فردة حذاء مطابقة للتي
في موقع الجريمة بداخل منزله تأكد للشرطة أن محمد عبد اللطيف هو الشخص
المنشود وتمت مواجهته بالجريمة وإعترف علي فعلته
وفي إجراءات سريعة من الأمن تم تقديم المتهم إلي المحاكمة وحددت جلسته للنطق بالحكم في 2 سبتمبر من العام 2006 .
وفي
خضم الحزن الشديد الذي خيم علي أجواء بنى مزار بل وعلي محافظة المنيا
كاملة كان الأهالي يؤكدون بالفعل أن محمد هو مرتكب الجريمة ربما لأنهم
كانوا يريدون التعلق بقشة وببصيص من الأمل لكن في ذلك الوقت لم يصدق
المحامي طلعت السادات أي من إدعاءات الشرطة ولا الأدلة التي كانت غير
منطقية بالنسبة له وتطوع للدفاع عن محمد في مرافعة كانت تصنف بأنها مرافعة
يجب تدريسها.
** بحث وكتابة: سينا
احسنتي النشر
ردحذففى انتظار الجزء الثانى
ردحذف