القائمة الرئيسية

الصفحات

سر إختفاء بوبي دانبار الذي لم يحل أبداً

 

صورة الطفلين بوبي و بروس 

من عادات الأم أن لديها قوة خارقة لمعرفة أبنائها ومعرفة أمراضهم قبل ظهور أي أعراض حتي، وفي بعض الأحيان كلنا نرتكب أخطاء لكن أم لا تتعرف علي إبنها الحقيقي من عمر خمس أعوام حتي وفاتها هذا لا يعتبر خطأ بل كارثة بكل المقاييس، فهذا ما حدث مع " بوبي دنبار" الطفل الذي إختفي في عمر الرابعة ورجع لبيته بعد 8 أشهر لكن بعد قرن من الزمن يتم إكتشاف أنه ليس "بوبي" من الأساس، لغز إختفاء مثير و إثنين من الأمهات كل منهم تدعي أنه إبنها، وتغيير مفاجئ في السيناريو، فمن هو "بوبي دنبار" وأين هو الآن ؟

 في صيف عام 1912 وبالتحديد 23 أغسطس ذهبت عائلة "دنبار" للتخييم في قرب بحيرة "سوايز" المليئة بالتماسيح هرباً من حرارة المنطقة التي يعيشون بها، وكان وقت التخييم المقرر هو عدة أيام فقط في الهواء الطلق و الإستمتاع بالطبيعة، وفي ليلة من ليالي التخييم بعدما ذهب الجميع للنوم خرج الطفل "بوبي" كأي طفل فضولي ربما لإستكشاف المكان لكنه لم يرجع قط .

في الصباح إكتشفت الأم غياب إبنها وبحث الجميع في كل مكان في محاولة منهم لإيجاد "بوبي" لكن محاولاتهم باءت بالفشل، الشئ الوحيد الذي وجدوه هو قبعته التي كان يرتديها ملقاة قرب الغابة وهذا ما أزال فكرة غرقه في البحيرة أو أكله من قبل التماسيح .

علي اليمين بوبي و علي اليسار بروس 

في 23 إبريل عام 1913 إعتقلت الشرطة رجل يدعي " ويليام كانتويل والترز" كان بحوزته طفل في عمر الخامسة تقريباً و بنفس أوصاف "بوبي" شعر أصفر و عيون خضراء، مما جعل الشرطة تعتقد أنه "بوبي"  المفقود لذلك بعثوا إلي عائلة "دنبار" حتي يأتوا إلي مسيسيبي للتعرف علي الطفل وهنا كانت غلطة الأم المميتة فقد تعرفت عليه علي أنه إبنها "بوبي" .

 وحين تم سؤال المشتبه به عن كيفية إختطافه للطفل أجاب أنه إبن صديقة تدعي "جوليا" تركته معه حتي تذهب للبحث عن عمل لعدة أيام و أن الطفل يدعي "تشارلز بروس أندرسون" لكن مع تعرف عائلة "دنبار" علي الطفل علي أنه "بوبي" تم دحض كلام" ويليام" ووجهت له تهمة الخطف، بعد عدة أيام ظهرت أم أخري للطفل وهي المدعوة "جوليا أندرسون" والتي علمت بما جري لإبنها أثناء غيابها وذهبت للشرطة لتدعم كلام "ويليام"، وهنا كان للشرطة تصرف آخر فقد كان هناك أمُيْن كل منهما تدعي أن الطفل الذي عثروا عليه هو إبنها فطلبوا من الطفل الوقوف في صف مع أطفال أخرين لتضليل "جوليا " في التعرف عليه، تعرفت عليه بالشبه لكنها لم تكن واثقة ما إذا كان إبنها أم لا، ومع هذا التردد قررت الشرطة مكوث الطفل مع عائلة "دنبار" علي إنه "بوبي"

مرت الأيام وعاش الفتي الصغير مع عائلة "دنبار" وتم توجيه تهمة الخطف ل"ويليام" وسجن سنتين .

قد تعتقدون الآن أن الأمر مر بسلام برجوع "بوبي" لمنزله وعائلته وسجن ويليام الخاطف، لكن القادم سيصدمك بالتأكيد.

مع الوقت كبر "بوبي" وتزوج وأنجب 4 أطفال، و طوال تلك السنين كانت عائلته تقول له حكاية خطفه حتي أصبح عنده يقين أنه من عائلة "دنبار" وليس من عائلة "أندرسون ".

* تغيير مفاجئ في السيناريو :

 بعد مرور قرن من الزمن و موت أناساً وولادة أناساً آخرين تم حل جزء من اللغز .

مارغريت دنبار" حفيدة "بوبي" وإبنة "بوب دنبار جونيور" علمت بقصة جدها المثيرة وقادها الفضول في معرفة جميع مناحي قضية "بوبي" لذلك بدأت في تحقيقها الخاص حيث قضت أربع سنوات في البحث و التحري و قضاء الكثير من الوقت في مكتبة الكونجرس لتعرف حقيقة جدها وخلال الأربع سنوات طلبت من والدها إجراء فحص الحمض النووي لكنه كان يرفض .

تواصلت مارغريت مع حفيدة عائلة "أندرسون" التي تدعي " ليندا ترافر" فقد كانت هي الأخري تسعي لإثبات جانب عائلتها من القصة فكلاً منهما قيل لها جانب واحد فقط ومعاً حفروا عميقاً في الأدلة لمعرفة الحقيقة لكن في حين كل واحدة تريد إثبات أنها علي حق، نشأ بينهم خلاف فقالت "ليندا لمارغريت" (( يجب أن تنظري نظرة أعمق، أنتي تريدين معرفة الكثير عن جوليا و تصوبين إتجاه التحقيق ناحيتها، لكن ما يجب عليكي فعله هو النظر في حياة ليزلي وبيرسي دنبار و تحكمي علي شخصيتهم)) وقد فعلت ما نصحتها به "ليندا" ووجدوا معلومات إعتبروها كنز في ملفات قضية "ويليام" والتي كانت مع محاميه وفي داخل الملفات عثروا علي رسالة من إمرأة كتبت إسمها " إمرأة مسيحية" كانت تثبت كلام ويليام وجوليا عن حقيقة بوبي .

* رسالة من إمرأة مسيحية :


كان محتوي الرسالة ((
عزيزي السيد: في محاولة لتحقيق العدالة البشرية لجوليا أندرسون و كل الأمهات، لقد قررت أن أكتب لك ذلك وهو أنني أؤكد لك أن عائلة دنبار أخذت الطفل "بروس" إبن جوليا و ليس إبنهم الحقيقي، إذا كان هذا إبنهم فلما لا يريدون لأي شخص أن يتحدث معه علي إنفراد ؟ )) 

بعد هذه الرسالة ذهبت "مارغريت" لوالدها بالرسالة فإستسلم لواقع الأمر ووافق علي إجراء تحليل فحص الحمض النووي ومقارنته بعينة من "ليندا" و مقارنته بعينة من أعمام "مارغريت" والذين من المفروض أنهم أخوة "بوبي" و بعد شهر من إجراء الفحص، جاء الخبر المنتظر كالصاعقة علي عائلة "دنبار" وهو أن "بوبي " لم يكن "بوبي" بل كان "بروس" إبن "جوليا أندرسون" وتم إثبات أنه مطابق لعينة "ليندا ترافر" الحفيدة الأصلية .

الآن وبعد إثبات أن الطفل كان "بروس" وليس "بوبي" يظل السؤال إين ذهب بوبي الحقيقي ؟ وكيف لطفل آخر أن يتنعم في عائلة ليست عائلته ولا ينعم في حضن أمه الحقيقية ؟ و كيف لأم أن تأخذ طفل علي أنه طفلها ولا تعلم  التفرقة ؟، فقد قالت "ليزلي" أنها تعرفت علي إبنها من خلال علامات علي جسده، فإذا كان "بوبي" الأصلي لديه علامات علي جسده فكيف "لبروس" أن تكون لديه نفس العلامات ؟ 

بعد معرفة أن الطفل هو "بروس" بدأت الناس في إستنتاج فرضيات مفداها أن عائلة "دنبار" ليست بريئة مثلما كانوا يدعون بل ربما يكون لهم اليد العليا في إختفاء "بوبي" الحقيقي و بالتحري في صحف قديمة وجدوا أن هناك بعض الشهود الذين رأوا شخص في الليل يحمل ما يظنون أنه طفل علي كتفيه ذاهباً بإتجاه الغابة وهذا ما أدي إلي ظهور قبعته هناك .

 لاأحد يعلم إين "بوبي " هل فعلاً والده مسئول عن إختفاءه أم أنه غرق أو أكلته التماسيح ؟ ويبقي اللغز هو إختفاء "بوبي".

تم نشر المقالة الأصلية في 20- 11- 2020 وقد نشرت بعد إعادة النظر فيها وتعديل ما توجب تعديله بناءاً علي بعض الأدلة التي وجدتها. 

إذا أعجبكم المقال لا تنسوا مشاركته علي مواقع التواصل الإجتماعي، ولا تترددوا في ضغط زر المتابعة ليصلكم جديد مقالاتي.

                                                                                                                                           سينا








author-img
أنا مجهولة الهوية التي تهتم بما يجذب الإنتباه , عملي هو نبش قبور المعلومات حتي يتوفر لدي ما يكفي لكي أفهم ما يدور في العالم من حولي , قادني شغفي في الكتابة إلي عمل مدونة تهتم بكل ما هو غريب و غامض أتمني لك الإستمتاع بكتاباتي .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. مش معقول ان في ام بالدنيا متعرفش ابنها يمكن ان واحد من الطفلين شخصية وهمية ومش موجوده يمكن بوبي مش موجود وامه الي ربته ما خلفتش عشان كده عملت خطة لخطف الطفل بطريقة شرعية

    ردحذف

إرسال تعليق