صورة الضحية بعد العثور عليه |
إنها واحدة من أقدم القضايا المحفوظة في تاريخ أستراليا الجنائي، الرجل الغامض الذي وجد ميتاً علي حافة شاطئ أسترالي .
أول يوم في صيف 1948 وجد زوجين كانا مارين بسيارتهما "رجل سمرتون " كما يطلق عليه نسبة للمكان الذي وجد فيه، ليس معه هوية و لا محفظة، ملابسه كانت جديدة تماماً مع حذاء جديد ذو ماركة عالمية لكن لا يوجد أي رقعة علي ثيابه تدل من أين إبتاعها فكل رقع الماركة و السعر تم إنتزاعها من ملابسه، تقرير الطب الشرعي جاء فيه أن الرجل في العقد الرابع من عمره ما بين (40 -45 ) عاماً و يبدو أنه كان رياضياً و ذكر الطبيب الخاص بتشريح جثته أن الوفاة غير طبيعية و أنه مات جراء توقف في عضلة القلب نتيجة التسمم، لكنها حتي الآن لم تصنف أنها جريمة قتل أم إنتحار .
هناك آراء تقول أن الطب الشرعي لم يحدد نوع السم المستخدم لأنه لا يوجد سم في نظامه الداخلي و بالتالي لا يمكن القول بأنه مات بسبب السم، وهناك مقولات أنه جاسوس روسي كان يتجسس علي أستراليا لحساب روسيا مع العلم أن الشرطة لم تقول في تقاريرها حتي الآن أي شئ عن جنسية الرجل و ذلك يدعو البعض للقول أنه أسترالي و ليس روسي .
اللفافة التي وجدت بداخل جيب الضحية المكتوب عليها تمام شد |
قال الزوجان الذين عثروا علي الجثة أنهم رأوا سيارة مسرعة و شخص ما منها كان يرمي بكتاب، بعد شهر من تشريح الجثة وعند تفحص ثياب الضحية مرة أخري وجدوا جيب سري به لفافة ورقية بها كلمة " تمام شد " و التي تعني " إنتهي " ، وعند فحص الورقة تبينوا أن الكلمة من كتاب رباعيات "عمر الخيام" للشعر الفارسي، و جابت الشرطة جميع أنحاء أستراليا بحثاً عن الكتاب الذي فقد منه الورقة و حين تم العثور عليه فحصوه حتي يتأكدوا أنه نفس النسخة التي قطعت منها اللفافة الموجودة بداخل جيب الضحية، ليس ذلك و حسب بل وجدوا رقم هاتفي في الصفحة الأخيرة و إكتشفوا أنه رقم هاتف لممرضة تدعي " جيسيكا تومبسون " و كانت تعيش في إطار 400 متر قرب مكان وجود الجثة .
حققت الشرطة مع جيسيكا التي بدورها أنكرت أي معرفة سابقة بينها و بين الضحية ولكن المحققين أكدوا علي أن تصرفاتها توحي بعكس ذلك لكن لا يوجد دليل مادي ضدها و واقع و جود رقم هاتفها في الكتاب لا يدينها فهو كتاب في مكتبة عامة و من الممكن أن تكون كتبت رقمها بأي طريقة كانت وليس للضحية حصراً .
في عام 1948 البروفيسور " ديريك أبوت " قال أنه قريب جداً من الحقيقة أكثر من أي أحد أخر لكنه لم يكن لديه دليل غير الذي كشفته الشرطة من قبل، و بمرور الأيام كشف شيئاً، فعام 2007 توفت " جيسيكا" تاركة وراءها إبنها "روبن" و الذي قال "ديريك" أنه إكتشف أن "روبن" هو إبن الضحية .
في عام 2009 أكد طبيب أسنان أن الضحية كان عنده جينات تؤثر علي أسنانه و هي مشكلة نادرة توجد فقط في 2% من السكان، وكان عنده شكل تشريحي نادر يؤثر علي شكل أذنه و حين فحص صور "روبن " أكد أنه لديه نفس الجينان الموجودان عند الضحية، لكن في وقت إكتشاف هذا كان "روبن" ميتاً لكنه كان لديه أبنة تدعي "رايتشل" فقرر "أبوت" نقل البحث إلي "رايتشل" و حاول فحص أسنانها و أذنها للتأكد من وجود هذين الجينين و بالتالي التأكد من أنها حفيدة الضحية و أنه كان هناك بالفعل علاقة بين " جيسيكا "ورجل سمرتون" لكنه لم يجد أي شئ في أذنها و لا أسنانها.
المحامية العليا " فيكي تشابمان " قالت أنها كانت تدرس القضية في كلية الحقوق وقالت بأنه يمكن حل القضية نسبياً بالقيام بنبش قبر "رجل سمرتون" و أخذ عينة حمض نووي منه و مقارنتها بعينة من جثة "جيسيكا" و جثة "روبن" و بالتالي "رايتشل" الحفيدة للتأكد من أنهما علي صلة قرابة .
إذا ما حصل هذا و تأكدوا يمكن أن يتتبعوا خط سير "جيسيكا" و معرفة من هو "رجل سمرتون" و معرفة ملابسات واقعة وفاته .
إنها حقاً واحدة من أكثر الجرائم تعقيداً رأيتها في حياتي لكنها طبعاً لم تكن الوحيدة .
سينا
تعليقات
إرسال تعليق