_ لقد سمعنا جميعاً عن باريس عاصمة فرنسا وعن سحرها الجذاب، وهناك من كان يلوذ بالفرار من الضغوطات إلي باريس الساحرة يمشي في شوارعها ويتنفس هواءها ويستمتع بالأجواء الباريسية، لكن هل تعلم عن الجانب الآخر لباريس، دعني أنطقها بمعني أدق هل تعرف عن الطريق الذي تمشي عليه هناك؟ أعتقد أنني شتت تفكيرك، حسناً إسمح لي أن أقدم لك ما يختبئ تحت شوارع باريس.
مصطلح "أوسويرس" هو مصطلح فرنسي بمعني مستودع عظام الموتي، شئ تقشعر له الأبدان فقط من السمع عنه فما بالك بأكثر من ذلك مثل متاهة لعظام الموتي! أسفة لقد شتتك اكثر لكن تابع معي لتعلم عما أتحدث.
* كاتاكومبس سراديب الموتي:
إنها عبارة عن متاهة كبيرة تحتوي علي أنفاق بها عظام موتي مجتمعة معاً تقبع تحت شوارع الساحرة باريس، كيف حدث هذا؟
في القرن السابع عشر وخلال الموجة الثانية من تفشي وباء الطاعون الأسود وموت الملايين من الناس، إمتلأت المقابر علي آخرها لدرجة أن بعض الجثث كانت عالية عن الأرض ولم يكن بالإمكان تغطيتها بالتراب .
بدأت الشكاوي تنهال علي الحكومة في باريس بشأن رائحة تعفن اللحم البشري، لكن لم تلقي الحكومة بالاً لهذه الشكاوي بحجة أنه لا يوجد مكان آخر للدفن.
عام 1780 عندما هطلت الأمطار بغزارة تسببت في هدم أحد جدران المقابر الجماعية مما أدي إلي جرف الجثث إلي المناطق السكنية المجاورة، وفي حين أنه لا يوجد مكان للدفن رأوا أن الحل هو أخذ الجثث إلي مكانها الأخير وهي متاهة من الأنفاق كانت ما تزال قائمة منذ القرن الثالث عشر، وتقع هذه المتاهة تحت شوارع باريس، وهكذا بدأت المقابر تخوي من الجثث شيئاً فشيئاً ونقلوها إلي كاتاكومبس، وإستمر العمل في نقل الجثث والرفات إلي سراديب الموتي نحو 12 عاماً.
*نقل الرفات إلي السراديب وعددها :
قبل نقل عظام الموتي إلي سراديب باريس، قاموا بإحضار كاهن من الكنيسة الرسمية في ذلك الوقت لتلاوة الصلوات لجعل أرواح الموتي تستريح في منامتهم الأخيرة بعد قطع نومتهم للنقل.
بدأ العمال بنقل العظام في عربات المناجم بداخل السراديب، ثم بدأوا بتشكيل لوحات جدارية من الرفات ووضعها بخطوط ودوائر، حتي أنهم شكلوا أكثر الأشكال فناً في السراديب ويدعي البرميل، وهو عمود كبير محاط بالجماجم والعظام ويدعم السطح من الإنهيار وقد أطلقوا عليه في وقت من الأوقات أسم "القصبة المستديرة" نسبة إلي عظم قصبة الساق.
هناك عظام بشرية تعود لأكثر من 6 مليون شخص لقوا حتفهم جراء تفشي الطاعون الأسود، ظل القائمين علي نقل الرفات إلي السراديب حتي عام 1860، معظم هذه العظام تتواجد في مستودعات مفتوحة للزوار.
مع وجود 320 كيلو متر من الأنفاق، إلا أن هناك جزء بسيط فقط منها متاح للعامة رسمياً.
*ما حدث للزائرون:
وضعت كاتاكومبس ضمن لائحة أكثر 10 أماكن مسكونة في العالم، حيث إدعي الزائرون أن هناك من كان يتلمسهم بإيادِ خفية، ويتم اللحاق بهم داخل أروقة السراديب، ويشعرون بوجود بؤر باردة في أماكن معينة، بل وبعض الحالات أصيبت بالهستيريا، وهناك من قال أنه قد تم خنقهم.
عام 1990 بعض أفراد مستكشفي سراديب الموتي كانوا في جولة داخل السراديب حيث وجدوا كاميرا فيديو ملقاة علي الأرض وحينما كانوا يتفقدوا اللقطات المصورة كان الرجل الذي يحمل الكاميرا يهلوس بأصوات مزعجة ومخيفة، وتوقعوا أن الرجل قد ضاع في غياهب المتاهة ولم يقدر علي العودة، حيث أصبح مجنوناً وحتي يومنا هذا لم يعرف أحد ما حدث للرجل المسكين.
*الأسطورة وشبح أسبيرت:
تقول الأسطورة أنه إذا ذهب أي أحد إلي السراديب ليلاً وتسلل داخل متاهة الموتي تبدأ الجدران بمحادثته ويسمع أصواتاً كأن هناك من يتتبعه مما يدفعة للهروب عميقاً داخل الأنفاق حتي يضيع ولا يعرف للعودة طريق.
ما علاقة هذا بشبح أسبيرت؟ خلال الثورة الفرنسية كان هناك رجل يدعي فيليبرت أسبيرت يعمل كحارس في مشفي فال دي غرايس، ذهب الرجل ليحضر لنفسه مشروباً من أحد سراديب المشروبات الكحولية، لكنه دخل سراديب الموتي ومعه شمعة واحدة، ظل يتجول داخل المتاهة إلي أن إنطفأ نور الشمعة، وأصبحت الرؤية سوداء، وفي هذه اللحظة كان من المستحيل أن يجد طريق الخروج.
بعد 11 عاماً من فقدان الرجل، وجدت رفاته مجموعة مستكشفي المقابر وتعرفوا عليه من حلقة المفتاح التابع للمشفي الذي كان معلقاً علي حزامه، ثم تم دفن أسبيرت في نفس مكان وجوده مع شاهد قبر مكتوب عليه كيفية موته. مع العلم أنه لم يكن هناك أحد ليعلم ما حدث له داخل الأنفاق ولم يجده أحد خلال 11 عام لكنها أقوال الأسطورة. ليس هذا فقط بل أن الأسطورة تقول أن شبح أسبيرت يقوم في 3 نوفمبر من كل عام ليصطاد فريسته من الزوار.
*أسرار كاتاكومبس الغريبة:
في عام 2004 أخذت مجموعة صغيرة من الشرطة جولة للبحث داخل الجزء الممنوع في السراديب فوجدوا أنظمة إذاعة داخلية، وتسجيل صوتي مسبق لكلب حراسة، و3000 قدم مكعب من صالات العرض، أسلاك هواتف تستخدم كهرباء مقرصنة (مسروقة) وحانة صغيرة، مكان معد للمعيشة، ورشة عمل، ردهة، ودار سينما تكفي لعشرون فرداً ومقاعد دار السينما منحوتة في صخور السراديب، وكانت هناك كاميرات موضوعة علي السقف تصورهم.
رأت أفراد الشرطة أنه يجب أن يبلغوا عما رأوه لرؤسائهم ويأتوا مرة أخري بقوة أكبر وعتاد أكثر ليحققوا في الأمر ، وبعد عدة أيام وصلوا مرة أخري للموقع فلم يجدوا شيئاً هناك إلا ملحوظة تقول " لا تبحثوا" ومن يومها لم يذكر أنهم بحثوا في الأمر ولا ماذا أدت بحوثهم إلي إكتشافه .
***********
لا تنسوا مشاركة المقالة في حال أعجبتكم
للمزيد من نفس القسم :
سر إختفاء بوبي دانبار الذي لم يحل أبداً
كتابة: سينا
خاص مدونة جين دو jeandoe27
مقال موفق و رائع اختي .. واو عددهم 6 مليون قريب من عدد الشعب الليبي 😂😂
ردحذفرايت تلك السراديب مؤخرا في مسلسل lupin مسلسل فرنسي
الصراحة اندهشت من الجزء الاخير بالمقال حيثما اكتشفو الجزء الممنوع من السراديب ، مؤكد انها تابعة للعصابات و المافيات كما يبدو و ايضا مؤكد ان الحكومة متعاونة معهم لذلك تكتمت و لم تعاود المداهمة مرة اخري ، لربما قصص الاشباح و الارواح كلها مختلقة لاجل ابعاد الناس عنها.
.. و شكرا على المقال الرائع
للعلم انا محمد الترهوني لو الاسم مش واضح او مش طالع 😂😂😂😂
ردحذفوممكن يكون مشروع حكومي سري من البداية
ردحذف