ضوء النهار أيقظني في الساعات الأولي من الصباح ، أتذكر أنه كانت هناك جثة تحت البلاط بداخل القصر ولغز علي ورقة الآس التي وجدتها في الصندوق الذي دلني عليه الصوت الذي يحدثني ، حتي أنني لا أعلم إسمه ، سأطلق عليه إسم الآس حتي يقول لي إسمه .
ما هو اللغز مجدداً؟ لا أتذكره ، لقد تركت الورقة بالداخل ، حسناً إلي الداخل لأغسل وجهي وأجد الورقة .
" لقد تركت الورقة علي الكنبة ، أين هي! "
في محاولتي للنظر في أرجاء المكان لمحت شيئا علي الجثة التي وجدتها بالأمس فأقتربت قليلاً لأمعن النظر.
"ماهذا؟ كيف إنتقلت الورقة من الكنبة حيث تركتها أمس إلي الجثة؟ سأخذها لا أعتقد أن الرجل الميت سيمانع
نعم اللغز هو " لن نعرف معني الحياة إلا بعد الموت" حسناً كأن الورقة تتحدث عن الرجل الميت ، ماذا فعلت في حياتك أيها التعيس لتكون جثة هامدة مدفونة تحت بلاط هذا المكان الغامض !
هذا هو السؤال إذاً ،قد يكون حل اللغز في معرفة كيفية وصول هذا الرجل إلي هنا ، لكن كيف أعرف ذلك؟ فكري جيداً
( الصوت) الآن بدأتي التفكير الجدي ، أنا أيضاً إعتقدت أن الحل قد يكون في معرفة ما حدث للرجل المسكين
(أنا أرد بسخرية) أهلاً بالآس
( الصوت) آس! ما هذا؟
( أنا ) هذا أسمك الجديد ، أسفة هذا إسمك الوحيد فأنت لم تقل لي إسمك بعد وعلي أن أناديك بشئ ما إذا ما كنت ستتحدث معي خلال فترة وجودي هنا .
( الصوت ) لكن لمَ إسم آس؟
(انا) لأنك دللتني علي ورقتين آس وبهما ألغاز أتعب كثيراً لحلها، ولعلها تشبهك في نفس الغموض ، وبما إنك دللتني علي الجثة بألغازك فإن المعني الآخر لإسم آس هو أنها بطاقة تعرف ببطاقة الموت.
( الصوت ) لن أجادلك، لقد قلت لكي من البداية أنكِ ستجدين شيئاً ما تطلقينه علي
( انا) نعم، هل ستساعدني!
( آس) أنا هنا حين لا تجدي أية أفكار ، لا تقلقي
( انا) وهل لديك فكرة الآن لأبدأ بها؟
( آس) إذا كان هناك إجابة ربما تكون في غرفة المكتب فهي الغرفة المنطقية للعثور علي دليل ما
(انا) معك حق ، سأبدأ من هناك
"في غرفة المكتب لا يوجد شئ لا دليل ولا أوراق عن أي جثة ، فكيف أجد ما أبحث عنه!
" صوت أنفاس خلفي، إلتفت لأري من يقف خلفي؟ ما هذا ؟ من هنا؟ أشعر بأحد داخل المكان، في خوف أحاول الركض للخروج من المكتب لكنه يوصد بشدة ، ماذا يحدث؟ هل هذا أنت يا آس؟"
يظهر لي ظل في وضعية كأنه يجلس علي المكتب "إنه الظل الذي رأيته في المطبخ، بإرتجاف أتقدم نحوه وأسأل من أنت ؟ما أنت؟
" مع سؤالي له تبدأ ملامحه في الظهور ، ملامح باهتة ، بنيته العظمية محددة ومرسومة كأنني قادرة علي رؤية العظام بالتفصيل ، بخلاف بعض الملامح الظاهرة أنا أعي الآن أنني أنظر إلي هيكل عظمي ، يرمقني بنظرة حائرة ومخيفة كثيراً، أكاد منها أن أفقد الوعي ،لكنه في ذات الوقت كأنه يتساءل عمن أنا "
الصورة للتوضيح |
( الظل ) إنتي من وجدتني؟ ، أنتي التي أرقت نومتي الأبدية ،" قالها وهو يهم بالوقوف
(أنا والكلام يقف في حلقي) ما ...ما..ذا " فقدت الوعي مع حركتة بإتجاهي
بعد بضعة ساعات
( آس) سينا! سينا! هل أنتي بخير؟
بروية أفتح عيني وأحاول السماع جيدا ، هناك صدي صوت أسمعه، يبدأ بالوضوح شيئاً فشيئاً
(انا) ماذا حدث ؟
(آس) لقد فقدتي الوعي بحجرة المكتب ، هل أنتي علي ما يرام الآن؟
(انا) نعم ، "أعتدل في جلستي" نعم تذكرت ،هل رأيته ؟ هل تعرف من هو؟
(آس) ماذا تقصدين؟
(انا) أتحدث عن الظل الذي رأيته في المطبخ سابقاً ،لقد رأيته في المكتب ولذلك فقدت الوعي
(أس) لا لم أره ، حدثيني ماذا قال لكِ؟
(انا) لقد قال في غضب ، أنني أنا من وجدته وأنا من أيقظته من نومته
( أس) وما معني ذلك
(انا) هل تسألني ، من المفترض أنك أنت من تعلم أمور القصر ولست أنا ، أنت من يقودني ويساعدني ألم يكن هذا كلامك؟
(آس) هلا هدأتي قليلاً لنتحدث بمنطق هنا
(انا) أهدأ ! وكيف أهدأ ،لا تحدثني عن الهدوء في ظل ما أمر به
(آس ) حسناً سألتزم الصمت حتي تهدئي
( انا) لا تذهب فقط إعلمني بما يجب علي فعله
( آس) ................
(انا) سأحاول بنفسي، لن أحتاج لك
" عقلي مشغول بالكثير من الأفكار والأسئلة والخوف معاً، كيف أحل لغز مقتل شخص لم أراه مسبقاً في حياتي ؟ وكيف لي أن أجد الأدلة هنا في هذا المكان الملعون؟ ومن هو الشبح الذي رأيته وحدثني؟ وماذا كان يقصد بأنني من أيقظته من نومته؟ يا الله يا رحيم أخرجني من هذا المكان، لم أعد أطيق صبراً حتي ينتهي كل شئ......مهلاً إذا كنت أحلم فأنا المتحكم الوحيد في حلمي هذا، لن يؤذيني أحد ، حسناً سأحاول التحدث مع الطيف ربما هناك ما يخبرني به ....أما إذا كنت لا أحلم فهل سيغضب ويقتلني؟ لا أعتقد فأنا حتي الآن لم يقع لي مكروه كأن غايتي هنا ألا يحدث لي شئ بل أن أجد حلاً ،لكن هل الحل يكون لأزمتي أنا أم لأزمة صديقي كريه الرائحة؟، بكل الأحوال سأستجمع شجاعتي وأفهم بنفسي"
******************************
_أنا بأعلي صوتي أنادي) أيها الطيف ، أيها الشبح هل أنت هنا ؟ هل لك أن تحدثني؟ ماذا كنت تقصد حينما قلت لي أنني أيقظتك؟
................أرجوك أنا بائسة ،أريد الخروج من هذا المكان .
_صوت رياح عاتية آتي من غرفة المكتب وثمة هواء بارد قد غطي محيطي ، بعدها صوت تحطم شئ، نظرت ناحية الصوت فوجدت المكتب قد ألقي خارج الغرفة، وقد ألقاه هذا الطيف"
" في خيفة وثبات تقدمت وسألت"
_أنا) هل هذا أنت؟
_ الطيف بصوت أشبه بالألي) نعم ،كل ما تريدينه موجود في قطعة الخشب هذه "وأشار للمكتب"
_أنا) ما أريده؟ ماذا تقصد؟ من أنت؟
(_الطيف) رفقاً بي ، سؤال تلو الآخر ، دعيني أجيبك بالترتيب
_أنا) أسفة تفضل.
_الطيف) أولاً أنا لست بشبح ، أنا أدعي سامح، ربما تعرفينني بصورة أخري
_أنا وعلي وجهي نظرة إستفهامية) ماذا؟
_سامح) نعم إنظري إلي الأرض ،إنها لا تنبت زرعاً في جميع الأوقات، فبعض الأحيان قد تنبت جثة.
_أناوقد فهمت ما يقصد) لا، حقاً! هل أنت الرجل المدفون تحت أرضية القصر؟
_سامح) نعم إنه أنا .
_أنا) لقد ذكرت أنني من أيقظتك فكيف ذلك وأنا لم أرك من قبل ، لقد رأيت ظلك في المطبخ حتي قبل أن أعلم إنك مدفون هنا.
_سامح) ألا تتذكري؟ لقد حدثتيني قبل ذلك
_أنا) لا أتذكر! أنا حدثتك؟ هل تعرف من أنا ؟ هل تعلم كيف جئت إلي هنا؟
_سامح) أنتي الوحيدة التي تعرف أنني لم أنتحر بل تم قتلي
_أنا) لحظة أرجوك عماذا تتحدث ؟ أتقول أنني أعرفك؟ هل تقصد أنني من قتلتك؟ " بصراخ " آس هل أنت حاضر الآن أم ستتركني أيها الوغد ؟ هل تسمع ما يقوله هذا الرجل ، إنه يعرفني ،إنه يعلم من أنا .
_سامح) إلي من تتحدثين؟
_أنا ) حقاً لا أعلم إنه صوت يحدثني منذ أن جئت هنا ويريني تلميحات لما يجب علي فعله وأطلقت عليه إسم آس لأنه يدلني علي حلول مكتوبة بغموض علي بطاقات آس الكوتشينة، هلا تقول لي كل ما تعرفه عني وكيف تقابلنا؟
_سامح) بكل سرور ،لكن أولاً أنتي لم تقتليني ، بل أنك من تحاولين إنصافي لهذا أنا هنا لأساعدكي علي ذلك
_أنا) إنتظر سأحضر سطلاً من القهوة أولاً
_ سامح يبدأ الشرح) بداية معرفتنا كانت في مشفي للأمراض العقلية، كنت حينها جثة هامدة بثقب في فمي ورأسي، وعندما تم إستدعاء الطب الشرعي كنتي أنتي أول يد لمست جثتي، وعلي الرغم من أن الشرطة وجدت مسدساً في الغرفة وبقايا البارود عالقة علي يدي، وحقيقة أنني مريض عقلي الذين أثبتوا للشرطة أنني إنتحرت ، إلا أنه كان لديك رأي آخر، فأمرتي بنقل الجثة إلي المشرحة لمتابعة العمل هناك وإيجاد الدليل الكافي لتحويل مسار القضية من إنتحار إلي قتل.
هناك كلمتيني كأنني حي وأيقظتي عقلي من نومته بأسئلتك.
_أنا) كيف؟
_سامح) قد سألتيني لماذا أقدمت علي قتل نفسي؟ وإذا كنت إنتحرت لماذا كان المسدس بعيد عن جثتي في حين أنه من المفروض أن يدي تتصلب وهي ممسكة به؟ ولماذا كان هناك بقعة فارغة في الدماء كأنه كان هناك شخص ما أثناء الجريمة؟، لكني وبطبيعة الحال لم أرد.
المشكلة الحقيقية أن الشرطة لم تأخذ تساؤلاتك بعين الإعتبار وأيدت القضية كإنتحار وإغلقت القضية.
_أنا) إنتظر. إذا كانت القضية قد إغلقت. لماذا تظهر لي الآن وأين أنا؟
_سامح) لا أعلم أين أنتي ولماذا هذا المكان. كل ما أعلمه أنني شغلت حيز كبير من تفكيرك منذ ذلك الحين، حيث أنك كنتي بين كل فترة وأخري تخرجينني من الثلاجة وتتحدثي إلي.
_أنا) مهلاً. هل كنت ما تزال في المشرحة علي الرغم من إغلاق القضية؟
_ سامح) نعم، لأنه لم يطالب بي أي أحد، بل حتي أنني مجهول الهوية.
(_أنا) مجهول الهوية! ألم تقل لي أن إسمك سامح؟
_سامح) أجل، لكنك أنتي من أطلقت عليا هذا الأسم، حتي تكون لي هوية، فأنتي لا تحبين كلمة مجهولي الهوية.
_أنا) لم لا أتذكر كل هذا؟ لم كل شئ يبدو ضبابي بالنسبة لي؟
_ سامح) ملاحظاتك. إنها بداخل المكتب، حاولي إيجادها.
_أنا) لكنني حين فتحت المكتب لم أجد سوي الجاكوش والعتلة.
_سامح) لقد كنتي تتركينها في مكان خفي بداخل المكتب حتي لا يعلم بوجودها أحد.
_أنا) وكيف علمت أنت.
_سامح) لأنك وكما قلت لكي سابقاً كنتي تتحدثين إلي وتكتبي أفكارك عني ثم تخبئين الملاحظات في المكتب.
_ أنا) هل تعلم ماذا حدث بعد إغلاق القضية؟
_سامح) حينما كنتي تضغطين علي الشرطة بشأن إعادة فتح القضية، تحدثوا إلي مدير المشرحة وتم إيقافك عن العمل، وبدأوا يعدوننا للدفن الجماعي.
_أنا) وماذا يجب أن أفعل الآن؟، أنا مشتتة أكثر من أي وقت مضي.
_سامح) إسترجعي الذكريات وإثبتي أنني قتلت ولم أنتحر، قبل أن أدفن.
_أنا) ومتي ستدفن؟
_سامح) خلال يومين، إنهم ينهون الإجراءات.
_أنا) سؤال أخر، إذا كانت هذه جريمة قتلك فبالتأكيد أنت تعرف قاتلك؟
_سامح) لا ، لقد تم قتلي وأنا نائم.
_أنا) إذاً علي العمل لإيجاد ملاحظاتي سريعاً.
_سامح) أج.....أجل..... أسر..عي.
_أنا) ما هذا؟ ما الذي يحدث؟ سامح!!!! سامح!!!!!، آس هل أنت هنا؟ أجبني أرجوك؟
_آس) نعم أنا هنا دوماً معك، ماذا تريدين أن أفعل؟
_ أنا) أريد تحقيق العدالة.
_آس) إذاً جدي الملاحظات.
_أنا) الجاكوش والعتلة ، يمكنني إستخدامهم في تحطيم المكتب وإيجاد مخبئي السري الذي وضعت به الملاحظات.هل تعلم أين وضعتهم؟
(آس) نعم. إنهم بجانب الجثة.
" هرولت مسرعة لأخذ العدة وبدء فتح المكتب.
"وبعد أن وجدت ملف بين طبقتين من الخشب أخذته وبدأت البحث فيه عن إثبات قتل سامح وليس إنتحاره ، فعلاً وجدت في ملاحظاتي أنه كان هناك فراغ في الدم مما يدل علي أنه كان هناك أحداً واقفاً أثناء الجريمة ، وكنت قد وجدت أثار روهيبنول في دمائه وهذا يدل علي أنه تم تنويمه مباشرة قبل الجريمة ، لا أتذكر لماذا لم تأخذ الشرطة بكلامي ،فهل هذا يعني أن الجريمة كانت مدبرة بإتفاق مع الشرطة حتي يتم طمس الأدلة ؟
_المشكلة الآن كيف أستيقظ وأساعد سامح حتي لا يتم دفنه كمجهول الهوية؟
_آس) سينا! أعتقد أنكي ستستيقظين قريباً .
_أنا) كيف؟ هل تعلم شيئاً لا أعلمه؟
_آس) أنا لا أعلم شئ، إنه عقلك
_أنا) وهل تعلم ما يدور في عقلي؟
_آس ) أعلم أنكي تنازعين عقلك لفعل الشئ الجيد وربما أنتي لستي حبيسة هذا القصر بل حبيسة عقلك
_أنا) حسناً ، بما أنك تعرفني أكثر مني علي ما يبدو، أتعرف كيف أخرج من عقلي وأتابع عملي؟
_آس) أنتي بالفعل تستيقظين الآن.
_أنا) إذاً لم مازالت أسمعك ومازلت في القصر؟
_آس).....................
"أشعر بتغيير في نمط القصر، هناك شيئاً ما يحدث، حتي أن درجة حرارتي مختلفة، ماذا يحدث؟، هناك صوت يتردد،"
"إنها تستيقظ. إنها تستيقظ أيها الطبيب،"
_أنا) طبيب؟ لم الصوت كأنه صدي، لم هناك طبيب؟
"أفتح عيني ببطء لأجدني في مشفي والطبيب يبتسم حمداً لله علي سلامتك، كيف تشعرين؟
_أنا) ماذا حدث؟
_الطبيب) لقد كنت في غيبوبة لبضع أيام، لكن الحمد لله أنتي بخير الآن.
_أنا) متي سأخرج من هنا
_الطبيب) سوف نباشر ببعض التحاليل للإطمئنان ثم ننهي إجراءات الخروج
_أنا) لا لن أنتظر هناك مسألة يجب أن أنهيها سريعاً
_الطبيب) لن نأخذ أكثر من ساعتين فقط
_أنا) ليس لدي ساعتين،أرجوك إنهي فقط إجراءات الخروج
_الطبيب) حسناً لكنك ستوقعين علي إستمارة بإخلاء مسئولية المستشفي إذا حدثت لكي مضاعفات.
_أنا) موافقة.
حلم وكتابة: سينا
ترتيب أفكار: إيزيس
******************
*لقراءة بالقي الأجزاء :
الجزء الأول من هنا
الجزء الثاني من هنا
الجزء الرابع من هنا
اعجبني كثيراً اسم القصة ، لكن هل هناك أجزاء أخري؟
ردحذفجميل راءع حبكه قويه واحداث مشوقه احسنتي سينا احس ان شخصيه سامح تشبه شخصيتي هه
ردحذف