الآس 2

" إستفقت من النوم الذي كان بمثابة إغماء وليس نوم ، لكن أخيراً إستيقظت شاعرة بالجوع الشديد وأنا كنت أظن أن النوم سيُنسيني الجوع ، سأذهب للحمام لأغتسل ثم أحاول إيجاد بعض الطعام، نظري يجوب الأرجاء فأجد باب القصر مفتوح"

"داخل عقلي"...ما هذا، هل عيناي تخدعني أم أن باب القصر مفتوح ! هل سأعود لمنزلي؟ أم أنها حيلة ما؟

" أمشي ناحية باب القصر بقدر من الحذر، وها أنذا خارج القصر في حديقة بها فواكه ويتوسطها نافورة، لكنني أتجاهل كل هذا مهرولة إلي الباب الخارجي كي أهرب من هذا المكان، لكن بالطبع الباب موصد بإحكام وعلي غير عادة كل قصور العالم هذا القصر له سور شاهق الإرتفاع"

_الصوت مازحاً) وهل ظننتي أيتها التعيسة أن الأمر سيكون بهذه البساطة؟

_أنا) أنت مرة أخري، ماذا أفعل لأتخلص من صوتك الغليظ؟

_الصوت ) أعدك ستتخلصين مني قريباً ، كل ما عليكي فعله هو الخروج من هنا 

_انا) وكيف أخرج وأنا حتي لا أستطيع التفكير في حل ، وأنت تزيد الطين بلة بتشتيتك لتفكيري بألغازك ؟

_الصوت) ...............

_انا) نعم رجعنا للصمت ، تأتي لتغرقني بكلامك عديم الفائدة ثم تصمت 

"داخل عقلي"... سأكل بعض الفاكهة لأهدئ معدتي التي بارت من قلة الأكل "

_لإستعادة حياتي يجب أن أجتهد قليلا ، أولاً إيجاد البلاط الذي يحتوي تحته علي المفتاح ، ولفعل ذلك سأتفحص كل البلاط الموجود في القصر والذي يشبه المرسوم علي الورقة .

_مدخل القصر يحتوي علي هذا النوع من البلاط وهناك غرفة بها مكتب قديم تحتوي أيضاً علي هذا النوع من البلاط ، المكتب يحتوي علي درج واحد عليه أزرار أرقام ،أعتقد إذا أدخلت الرقم الصحيح سيتم فتح الدرج ، فكيف أجد الرقم الصحيح؟

" يا آلهي تحول بحثي الآن من إيجاد البلاط والمفتاح إلي إيجاد رقم يفتح الدرج كما قال صاحب الصوت "الأولويات" لا لن أعترف له أنه كان علي حق لن أعطيه هذه الملذة "

أطوف في أنحاء القصر ربما أجد رقم الدرج 

"داخل عقلي"...إهدأي يافتاة وفكري ، كل ما لدي هو ورقة الآس، أطويها بيدي وأفردها مئات المرات ، مهلاً نمط البلاط علي بطاقة الآس قد يكون الحل فيه ، البلاط المرسوم هو أربع بلاطات طول وخمس عرض بالأبيض والأسود ،لكن نمط الألوان عشوائي.

ربما لم يكن عشوائي أبداً ، فهمت الآن حل لغزين. 

حل اللغز الأول رقم الدرج المتواجد في غرفة المكتب،  وهو أن رسم البلاطات المتواجد علي الورقة كأنه دليل أرقام، ففي الصف الأول البلاطة رقم 3 هي الملونة وفي الصف الثاني البلاطة رقم 1 والصف الثالث البلاطة رقم 5 والصف الرابع البلاطة رقم 2 ، وبالتالي يكون الرقم 3152 وها هو الدرج ينفتح . مرحي.. كم أنا ذكية 

"بداخل الدرج جاكوش وعتلة" يمكن إستخدامهم لرفع البلاطات وإيجاد المفتاح وهنا يأتي حل اللغز الثاني هؤلاء العشرون بلاطة هم المختلفون في نمط الألوان غير باقي بلاط غرفتين القصر اللذين يشبهون الشطرنج لذلك هذا الجزء هو المطلوب إزالته وإيجاد المفتاح "

سأرتاح قليلا ثم أبدأ بالدق لإزالة البلاط.

" صوت دق بالجاكوش والعتلة، أحاول إزالة البلاط ، يا آلهي، ما هذه الرائحة الكريهة ؟ ، وبصراخ لا لا المساعدة، المساعدة هناك جثة هل من أحد يسمعني! أنت أيها الصوت الصدئ هذه جثة، كيف لك أن تقودني إلي هذا؟ هل أنت من قتل هذا الرجل ؟ أجبني أيها الوحش الغامض.

" أجلس علي الكنبة في حالة يرثي لها خائفة، مرتجفة، أبكي بحرقة، وعقلي يملؤه التساؤلات ،ثم بعد فترة"

_الصوت) هل هدأتي؟ هل أنتِ مستعدة لتقبل الأمر؟

_أنا بهدوء) لا تحدثني، أنا حتي ليس لدي باع لأتحدث معك أو أجادلك ، إتركني وحدي.

_الصوت) أنا لا اريد الحديث معكِ ، أنا أريد المساعدة حتي وإن كنتِ  ترين عكس ذلك ، أنا هنا للمساعدة 

_ أنا) وكيف ذلك وأنا أعيش في رعب منذ أن إستيقظت هنا وأري ظلالاً ولا يوجد أحد ، وهناك من يظهر ويختفي لا يوجد له تفسير والآن هناك جثة تحت الأرض لا أدري من هو صاحبها ولماذا قتل ؟ وأنت تجلس في مكان ما تري كل ذلك ولا تدعني أخرج ، بالتأكيد أنت تعرف طريق الخروج وبالتأكيد تعلم جثة من هذه،  لكنك نرجسي تفضل رؤيتي أتعذب ولا تحرك ساكناً ومن يدري قد تكون فعلت ذلك من قبل مع آخرين.

_الصوت) سأتعامل مع كونك قلتِ أنني نرجسي كأنني لم أسمع شيئاً، أما بالنسبة لباقي الأشياء أنا لا أعلم طريق الخروج ولا أعلم جثة من هذه ، أنا فقط أعرف بعض الأشياء في هذا المنزل وأستخدم عقلي في إستنتاج بعض التلميحات التي أقدمها لكي ، أما عما يحدث بداخل القصر أيضاً لا أعلم عنه شئ وبالطبع لم أفعل ذلك مع أحد من قبلك ولا أدري ما إذا كان هناك أخرين قبلك حتي.

_انا) هل تدعي الأن أنك صديق !

(_الصوت) حسناً لا أطلب منكِ أن نكون أصدقاء فأنا أحب العزلة علي أية حال، دعينا الآن نتحدث عن الجثة والمفتاح

_انا) أنا أيضاً أفضل العزلة ، لا أريد مصادقة أي أحد يسخر مني أو من تفكيري ، تفضل يمكنك الحديث الآن ، ماذا أفعل ؟

_ الصوت) هناك ما يلمع في الجيب الأمامي للقميص الذي يرتديه الرجل قد يكون المفتاح .

(_أنا ) وهل تتوقع مني أن أفتش في جيب المسكين وأخذ المفتاح ؟ أنا أموت رعباً الآن لعلمي أنه كانت هناك جثة طوال الوقت معي في نفس القصر وأنت تطلب مني أن ألمسه ، هل جننت أيها الخرف؟

_ الصوت) ..................

_انا) بالطبع ستصمت كيف لا أتوقع هذا في كل مرة!

"داخل عقلي"... إهدئي ألم يكن هناك مواقف كثيرة صعبة وجب عليكي أن تتخطيها ، الآن أنه أحد تلك المواقف، بالأضافة أن هذا الأمر قد يكون خلاصِك من هذا المكان المشئوم، إستجمعي قواكِ وإذهبي لتأخذي المفتاح "

" أيجب علي أنا أقرأ شئ من القرآن ! أم أنني آمنة ! سأستعيذ بالله علي أية حال"

" الرائحة كريهة للغاية ، بشجاعة مددت يدي آخذ المفتاح ، هرولت للصندوق حتي أفتحه، وأخيراً سينفتح الصندوق وسأصحو من هذا الكابوس ، أرجو من الله أن تكون هذه هي النهاية ، فتحت الصندوق وإذا بي أجد ورقة آس أخري مكتوب عليها "لن نعرف معني الحياة إلا بعد الموت" 

لم أستيقظ من الكابوس بل أنني دخلت في متاهة كابوس آخر ، ما معني هذه الجملة علي ورقة الآس ؟ ولم كان كل الإلتفاف حول نفسي لإيجاد مفتاح لصندوق لم يكن فيه حل لمصيبتي ؟ ومن الذي لن يعرف معني الحياة إلا بعد الموت ؟ هل أنا المقصودة هل سأموت؟ أم أن الجملة تتحدث عن الجثة؟ يا إلهي ساعدني ليس لي سواك .

لقد حل الليل لن أقدر علي النوم في مكان واحد وأنا أدرك أن به جثة ، سأخرج للحديقة لعل الهواء يريحني قليلاً وأنام خارجاً 

حلم وكتابة: سينا

ترتيب أفكار: إيزيس

                                                          *********************

*لقراءة باقي الأجزاء:

الجزء الأول من هنا

الجزء الثالث من هنا

الجزء الرابع من هنا