القائمة الرئيسية

الصفحات

  

مدخل سرابيوم سقارة

إذا تحدثنا عن الفراعنة سنحتاج سنوات لتغطية كل ما قاموا به، وإذا أردنا أن نتحدث عن الألغاز و الأحجيات فللفراعنة نصيب كبير منها حيث أنهم أدهشوا العالم بما بنوه من حضارة باقية إلي اليوم والتساؤلات التي خلفوها وراءهم عن كيفية بناءهم للأهرامات مثلاً أو المعابد والمسلات التي ما زالت تحير العلماء إلي اليوم، ومن ضمن هذه الألغاز هو لغز اليوم عن معبد ليس مبني لكنه محفور، ليس بشهرة الأهرامات لكنه مشهور، أنا سينا واليوم سنتحدث عن معبد سرابيوم وتوابيته المحيرة.

* معني السرابيوم : 

ككلمة تطلق السرابيوم علي أي معبد يعني بعبادة وتقديس الإله ،سيرابيس، وهو إله الوحدانية وكانت عبادته مقدسة في مصر القديمة في العصر الهلينيسي اليوناني وتجمع آلهين مصريين هما حب و أوزوريس مع الإلهين الإغريقيين زيوس وهاديس، وكان الهدف من هذه العبادة هو دمج المواطنين المصريين واليونان لتقديس الإله الحامي سيرابيس.

في اللغة هي تسمية يونانية مركبة لمقر الإله "سيرابيس" والذي يتمثل في العجل أبيس المقدس، وقد إعتقد المصريون القدماء أن العجل أبيس تتجسد فيه روح الإله بتاح . إذاً لماذا كانوا يقدسون العجل أبيس؟

لم يكن المصريون القدماء يقدسوا أي عجل ، كان للعجل المقدس مواصفات خاصة حتي يقع تحت مسمي التقديس لديهم، فيجب أن تتوافر لديه علامات مميزة مثل أن يكون إسود اللون وبه علامات بيضاء في الجبين وعلي ظهره علامة علي شكل نسر وذيله يكون بخصلتين من الشعر وعلي لسانه علامة جعران، وحين يتم ولادة عجل بمثل هذه المواصفات يتم أخده إلي الحظيرة المقدسة التي ينقل فيها جميع العجول بنفس المميزات،ويقام له إحتفالاً كبيراً ويتم تتويجه بقرص الشمس بين قرنيه، ومهمة البحث عن هكذا عجل تكون صعبة وشاقة علي كهنة معبد أبيس، بالطبع لن تكون مهمة سهلة للبحث عن عجل ذو مواصفات خاصة تكاد تكون مستحيلة وإعداده للعبادة،

أحد العجول المحنطة


عجل أبيس متوج بقرص الشمس


*إكتشاف معبد سرابيوم سقارة:

تم إنشاء معبد سرابيوم في عهد أمنحوتب الثالث في الأسرة الثامنة عشر وأعاد إكتشافها أوغست مارييت في 1851 بعد سترابو، ففي القرن الميلادي الأول إكتشفها المؤرخ اليوناني سترابو وقال عنها في مخطوطته " يصادفك أسود حجرية بجانب بعضها فأعلم أنك في سراديب الموتي" وبعد 1800 عام من اكتشاف سترابو وجد عالم المصريات الفرنسي أوغست مارييت مخطوطة سترابو وقرر البحث عن الأسود الحجرية الذي وجد فيها وصف للمكان بأن هناك تماثيل حجرية تشبه أبو الهول متراصة مابين الأقصر وفناء أمون فتابع الطريق الذي لم يكن من السهل العثور عليه أبداً إلي أن وجد مدخل تحت الأرض بعد سنة من البحث الدؤوب وهناك وجد التوابيت. وتقع سرابيوم سقارة في مصر السفلي شمال مجمع جنازات زوسر.



* وصف سرابيوم :

حقيقة الأمر أن وصف معبد الإله أبيس ليس كأي وصف إنما أشبه بالأحجيات التي ستجعلك تطلق عدة تساؤلات لن تجد لها إجابة  حتي علي العلماء والخبراء ،

يتكون المعبد من أنفاق بطول 400 متر محفورة بداخل هضبة سقارة والأنفاق مستقيمة تماماً وليس بها اعجاج، ولها سقف منحني  كدائرة دقيقة النحت وهناك سلم يجعلك تنزل لأسفل إلي ممر به عدة متفرعات كل تفريعة هي غرفة لتابوت ،وكل الغرف ليست متقابلة بل أنها محفورة بالتبادل وفسر العلماء هذا بأن فكر القدماء المصريين هو الحفاظ علي ضغط التربة التي حفرت عليها الغرف

الأنفاق من الداخل

 
 
 هذه الأنفاق لها باب واحد يعمل كمخرج ومدخل وبالداخل الرؤية معتمة للغاية حتي أثناء النهار إلا مع المصابيح التي إستخدمتها الجهات المسئولة للإنارة، والسؤال الأول كيف تم حفر هذه الأنفاق في الصخر بهذه الدقة وفي الظلام الدامس؟ 

 فأنت ستحاول الإجابة بنفسك أنهم بالطبع كانوا يستخدمون المشاعل لإضاءة المكان، عفواً لإحباطك لكن للأسف لا يوجد بداخل النفق اي مكان  لتثبيت المشاعل كما في أماكن أخري ولا أي دليل علي إستخدام المشاعل، 

 

أنظر كيف أن المكان حول التابوت ضيق للغاية فكيف تم إدخاله؟

 

 

فبالمقارنة مع عصرنا اليوم سيحتاج العمال لآلات حفر ليزرية عملاقة لحفر مثل هذه الانفاق فكيف حدث هذا في زمن كانت المعاول هي الحدث الأضخم؟

 

* للمزيد عن مقالات مصر القديمة إذهب لقراءة مقال لغز السرابيوم: توابيت معبد سقارة

يتكون معبد السرابيوم في سقارة من 26 تابوت من حجر الجرانيت الأسود والأحمر الذي يحتاج قواطع ليزرية ليتم إقتطاع كل كتلة ونحتها علي حدى وكل تابوت يزن إجمالي 100 طن مقسومة مابين الجسد ب70 طن والغطاء ب30 طن، وإرتفاع التابوت من 3 الي 4 امتار بعرض يصل إلي 2.5 متر وطول 3 امتار  وبقياس هذه التوابيت وجد الخبراء أن دقة الحفر عالية جداً بنسبة خطأ 0.02% وهي نسبة مستحيلة الحدوث إلا بإستخدام الألات الحديثة للحصول علي دقة التسطيح هذه، وقد قام أحد الخبراء ويدعي كريستوفر دان بأخذ قياسات أحد الصناديق ووجد الزوايا تساوي 90 درجة كاملة .



غرف التوابيت ضيقة للغاية بالكاد تتسع لكل تابوت ناهيك عن ثقل التابوت والأغطية التي كان من الضروري إدخالها واحداً تلو الأخر بإستخدام العمال، والتقدير الحالي للعمالة المستخدمة لنقل كل تابوت هو حوالي 500 عامل ذو بنية جسدية ضخمة فكيف حدث هذا في هذه الغرف الضيقة؟ 

بداخل المعبد تتغير درجة الحرارة عكس الدرجات خارجه فإذا كان الجو شتاءاً تكون داخل المعبد حارة جداً لدرجة التصبب عرقاً وإذا كان الجو صيفاً تكون بالداخل باردة .


كتابة: سينا


author-img
أنا مجهولة الهوية التي تهتم بما يجذب الإنتباه , عملي هو نبش قبور المعلومات حتي يتوفر لدي ما يكفي لكي أفهم ما يدور في العالم من حولي , قادني شغفي في الكتابة إلي عمل مدونة تهتم بكل ما هو غريب و غامض أتمني لك الإستمتاع بكتاباتي .

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق