القائمة الرئيسية

الصفحات

مصاصي الدماء: سر مسلسل إراقة الدماء

 

مصاصي الدماء مدونة Zmystry

الملايين حول العالم شاهدوا العديد من أفلام مصاصي الدماء أو المسلسلات أو حتي روايات عن هذه الأسطورة  لدرجة أنني أتجرأ وأقول أن لا يوجد شخص في العالم لم يري أو يقرأ عن هذه الأسطورة علي الأقل مرة واحدة في حياتهم حتي وإن كانوا يمقتون هذا النوع من الروايات والأفلام .

اليوم سنتحدث عن أسطورة مصاصي الدماء كيف بدأت وكيف إنتشرت في العالم سواء بالوجود أو بالإشاعات. 

للكثيرين الذين يعلمون عن مصاصي الدماء، يتوقعون أنهم منحدرون من دراكولا أول مصاص دماء والباقين منحدرين منه لكن علي العكس فإن الأمر أكبر وأقدم من مجرد شخصية خيالية قدمها برام ستوكر في روايته دراكولا، كما أشرنا سابقاً في مقال فلاد المخوزق

*ما هو مصاص الدماء:

مصاصي الدماء بدأو كبشر عاديين وليس من المعروف كيف أصبح أول مصاصي دماء، لكنهم يصطادون ليلاً خوفاً من ضوء النهار الذي يضعف قوتهم ومن الممكن تحولهم إلي ذئاب أو خفافيش ويقال أنهم أصناف مختلفة فيختلف كل صنف عن الأخر، فمصاصي الدماء يعتبرون ذوات دم خالص من بشر لبشر أما المستذئبين والخفافيش هم نتاج تناسل بين البشر والذئاب أو الخفافيش ويعتبرون ذوات دم مدنس ولا يمكن رؤية مصاصي الدماء في المرآة وليس لهم ظل .

 


* كيف إذاً بدأت قصة مصاصي الدماء إذا لم يكن منحدر من دراكيولا ؟ 

يخبرنا مخطوط دلهي المقدس والذي يتضمن مجموعة كتابات تدعي إنجيل مصاصي الدماء وفيه يخبرنا أن أول مصاص دماء كان إنسان عادي يدعي أمبروجيو وكان مغامراً إيطالياً جلبته مغامراته إلي مدينة دلفي في اليونان ويقال أنه عاش سلسلة من النعم واللعنات حولت أمبروجيو إلي مصاص دماء.
بدأ  الأمر حينما لعن أبولو "إله الشمس  في اليونان القديمة" أمبروجيو في فورة غضب وهكذا كان الحظ العثر يتابع أمبروجيو دوما واللعنة كانت أن يحترق جسده  إذا لامس الشمس وبعد فترة من الوقت أشفقت أرتميس ألهة القمر علي أمبروجيو وأعطته أيضاً قوة إمتصاص الدماء فقد كان يصطاد البجع ويمتص دمائه ويستخدم البعض من الدم لكتابة قصائد شعرية لعشيقته سيلين .
عاد أمبروجيو إلي بلدة الأم إيطاليا وأنشا أول عشيرة لمصاصي الدماء في فلورنسا وكانت هذه العشيرة من المتطوعين الذين أرادوا حياة أبدية وقوة وعلي أتم إستعداد لمقايضة حياتهم بهذه الهدايا وتكون الأرواح معلقة في العالم السفلي "هاديس" ويمكن لهم المطالبة بها لاحقاً.

بعد نماء العشيرة وحدوث خلافات وحروب داخلية أراد معظم مصاصي الدماء فيها البدء بتشكيل عشائرهم الخاصة ، وبقي من بقي منهم مع امبروجيو ولا أحد يعلم مصيرهم حتي الان .
أشار مؤلف كتاب من الشياطين الي دراكيولا: إنشاء أسطورة مصاص الدماء الحديثة ماثيو بيريسفورد  from demons to dracula; the creation of the modern vampire " أنه هناك أسس واضحة لمصاصي الدماء في العصور القديمة والتي من المستحيل إثباتها عندما تكون الأسطورة  نشأت أولاً ، ويقال أن مصاص الدماء ولد من السحر في مصر القديمة ، شيطان تم إستدعاوءه إلي عالمنا  وهو من أنشأ الباقيين" 

وفي كتاب التبت للموتي  the tibetan book of the dead هناك أرواح شريرة تهاجم البشر وتستنزف طاقتهم تدعي " الألهة الغاضبة التي تشرب الدماء" 



*أسباب إنتشار ظاهرة مصاصي الدماء في العصور الوسطي: 
 
في العصور الوسطي حينما كانوا يجدوا جثث محللة يشتبه أنها لمصاصي الدماء كان التحليل العلمي لهذه الجثث أن عند مراحل التحليل للجثة تنكمش الخلايا والجلد فيظهر العظام ومنها الأظافر علي أنها أطول من الحجم الطبيعي وتتحلل الأعضاء الداخلية وينتج عنها سائل  يخرج من الأمعاء إلي فتخات الفم والأنف فيبدو للعامة أنها تمثل دم متحلل لهذا يشتبه أنهم كانوا مصاصي دماء.
 
 ومع إنتشار الطاعون الذي كان بمثابة مواقع التواصل الإجتماعي حالياً فقد كان السبب الرئيسي لإنتشار عدة إشاعات من بينهم أسطورة مصاصي الدماء بعيداً عن أنه كان مرضاً قاتلاً
كان الطاعون يقضي علي مدن كاملة في وقت قصير ويترك وراءه آفات الفم النازفة علي الضحايا مما يتطلق العنان للعوام للتخيل بأنها علامات مصاصي الدماء.
وبعض الباحثين في العصور الحديثة أشاروا إلي مرض يدعي البورفيريا وهو إضطراب في الدم يمكن له التسبب في حدوث بثور شديدة علي الجلد الذي يتعرض دوماً للشمس وهو بالطبع شبيه لما قد يكونه مصاص الدماء حيث يمكن تخفيف أعراض البورفيريا بتناول الدماء مؤقتا.
هناك أيضا مرض يتم إلقاء اللوم عليه في إنشاء أسطورة مصاصي الدماء وهو داء الكلب الذي يدعي بتضخم الغدة الدرقية.



* تحليلات علمية لظاهرة مصاصي الدماء:

 هناك تحليلات ربما تكون الرابط الذي يصف ماهية مصاصي الدماء 
في عام 2006 إكتشف العلماء جمجمة تعود إلي القرن السادس عشر في جزيرة نوفو لازريتو البندقية إيطاليا ومدفونة بين ضحايا الطاعون وبتحليل الأثار التي وجدوها علي الفم ظنوا أنها مصاصة دماء حيث كانوا في هذا الوقت يضعون حجر في الفم لمنع مصاصي الدماء من المضغ أو الساحرات وكانوا يسمونهم "ستريجا" وقال عالم الأنثروبولوجيا ماثيو بوريني من جامعة فلونسا " كان هذا لمنعها من مضغ الكفن وإصابة الأخرين بالطاعون 

وفي كتاب تشريح مصاصي الدماء للكاتب مارك كولينز جنكينز قال أن الثابت الوحيد في  تطور أسطورة مصاصي الدماء هو إرتباطها الوثيق بالمرض وكانت محاولة قتلهم ومنعهم من الرضاعة وسيلة تشعر الناس بأنهم مسيطرون علي المرض
 
* كيفية التخلص من مصاصي الدماء: 

أولاً وقبل كل شئ يجب التعرف علي مصاص الدماء والتأكد منه وتبدأ المهمة الأولي بمنع مصاصي الدماء من العودة وهذا بوضع المشتبه فيهم في قبورهم مرة أخري والفكرة هي تثبيت الجسد في القبر بإستخدام أوتاد خشبية في الصندوق الذي كان يستخدم للدفن وهو ما خلق إنتشار في الأساطير الشعبية أن الأوتاد المغروسة في جسد مصاص الدماء هي لبعثه إلي جهنم والتخلص منه للأبد كنه تصور خاطئ.
 
في الفلكلور الشعبي الأوروبي لم يكن هناك أهمية لإستخدام الخشب سوي تثبيت الجثة لكن مصاصي الدماء كانوا بمثابة الجن والمخلوقات السحرية يتم التعامل معهم بإستخدام الأوتاد المعدنية 

الإعتقاد السائد يقول أن كل مصاصي الدماء يتركون القبور لعض ضحاياهم وتحويلهم إلي مصاصي دماء، لكن في ألمانيا هناك ما يسمي باسم " ناتزهرر" بمعني الملتهمين ، والذين يظلون في قبورهم يأكلون الأكفان لكن وفقاً للعلم أن سائل التطهير الذي يستخدم قبل الدفن هو ما يتسبب في تآكل الكفن وتمزقه الشئ الذي يوهم البعض أن الجثث هي آكلة الكفن، ويقول العامة أن هذه المضغات الخاصة بالأكفان كانت تزيد خلال فترة انتشار الطاعون.
 
 ومن الطرق الفعالة في القضاء علي مصاصي الدماء هي قطع الرأس وحشو الفم بالثوم والطوب، كما ذكر موقع لايف ساينس
 ومن ضمن الطرق الشائعة لقتل مصاصي الدماء هو إحراق القلب ليصبح رماداً ثم يخلط بماء أو لبن ويقدم إلي المصابين لمساعدتهم علي التعافي
 
قال عالم اللاهوت البروتوستانتي في كتابه on the chewing dead 1679 أن الناتزهرر كانوا يقومون بإيذاء أفراد أسرتهم الموجودين علي قيد الحياة  وأن الناس يمكن لهم إيقاف الناتزهرر عن طريق حشو أفواههم بالتراب أو الحجر أو عملات معدنية وهكذا ستموت الجثة لعدم قدرتها علي المضغ.
 
ومع إزدياد ظهور مواضيع مصاصي الدماء في القرنين السابع عشر والثامن عشر، أصدر البابا بنيديكت الرابع عشر بياناً يستنكر فيه هذه الحكايات وقال اأها خيالات خادعة للعقل البشري.

* رؤية الكاتبة:
لا يوجد دليل علمي علي وجود مصاصي الدماء ولا إثبات عن حقائق تمت للأسطورة بصلة لكن كما تعودتم معي أن الأسطورة تنشأ دوماً من شئ حقيقي حتي وإن كان كحبة خردل ، صحيح انها تكبر مع الوقت وتتحول لأسطورة كبيرة نحاول فهمها نحن الأجيال الحالية إلا أنها تظل مجرد أسطورة لا دليل مادي علي حقيقتها
 
* مصادر:
موقع لايف ساينس
موقع ناشيونال جيوغرافيك
كتاب التبت للموتي
مخطوطة دلهي، انجيل مصاصي الدماء
كتاب من الشياطين الي دراكولا



كتابة: سينا


author-img
أنا مجهولة الهوية التي تهتم بما يجذب الإنتباه , عملي هو نبش قبور المعلومات حتي يتوفر لدي ما يكفي لكي أفهم ما يدور في العالم من حولي , قادني شغفي في الكتابة إلي عمل مدونة تهتم بكل ما هو غريب و غامض أتمني لك الإستمتاع بكتاباتي .

تعليقات