ليست أكبر من قبضة اليد، ولا حجم البرتقالة، الرؤوس المقلصة كفيلة لتجعلك تشعر بالغثيان، فإذا كنت تأكل الآن أنصحك بعدم قراءة المقال، أو ترك الطعام جانباً فقد أكلنا كثيراً ولنستعد معاً لوقت التقيؤ.إن ما أنا بصدد تلاوته عليك لهو أمر بالغ الشناعة لدرجة أنك ستظل تفكر بالموضوع حتي في أحلامك، هل أنت مستعد، أترك هاتفك النقال علي المنضدة، ودع كوب القهوة من يدك وإخفت الإضاءة وأغلق الأبواب وإنصت جيداً.
* ما هي الرؤوس المقلصة؟ :
حسناً لقد أعجبت بالسؤال وسأجيبك عليه، إن تقليص الرؤوس هو تصغير الرؤوس البشرية من حجمها الطبيعي لحوالي ثلث الحجم وتدعي هذه العملية بلغة القبائل الممارسة لها بإسم تزانتزا وذلك يحدث بطريقة شنيعة وبإستخدام أساليب بدائية جداً في الحقيقة، لكن مع تطور الأمر وتكالب الطلب علي إمتلاك هذه الرؤوس أصبح الموضوع منتشر أكثر وبطريقة أكثر حداثة من الطريقة الأصلية.
* إذاً كيف يتم ذلك؟ :
هذا هو الجزء الذي كنت أحذرك منه في البداية وأنا لم أكن أمزح حينما قلت لك أنه وقت التقيؤ.
أولاً يتم إصطياد الرؤوس بيد رجال حروب قبائلية يسمون أنفسم صائدي الرؤوس، ويعطونها لممارسي الطقوس في القبيلة وهنا يأتي دور المرحلة الثانية حيث يقوم ممارس الطقس بتقشير الجلد والشعر من الجمجمة بعد قطع الرأس مباشرة، وقبل أن يتصلب الجلد ويصبح من الصعب تقشير جلد الوجه كاملاً بدون حدوث قطع غير مرغوب به وأثناء عملية التقشير يكون هناك قدر علي النار يحتوي علي الماء ويترك ليغلي، ثم يتم خياطة فتحتي العين ويتم غرس أوتاد خشبية صغيرة في الفم لإحكام غلقه حتي يتم الإنتهاء من العملية بأكملها.
في المرحلة الثالثة يوضع الجلد والشعر في قدر الماء المغلي لتتقلص الشعيرات والأنسجة لمدة ساعتين، وبعد رفعها من القدر يكون الحجم مقلصاً للثلث ويأخذ الجلد لوناً غامقاً بسيطأ ويصبح الجلد كالمطاط الصناعي.
المرحلة الرابعة تكون بقلب الجلد من الداخل للخارج وإزالة أي بقايا لحم عالقة بكشطها بسكين دقيق، ثم يتم قلب الجلد مرة أخري وإعادته لطبيعته، ويتم خياطة الحواف الخلفية معاً.
هذا ليس نهاية المطاف فهناك مراحل أخري بإنتظار دورها حتي يكون الرأس بالشكل الرائع الذي ستبدو عليه " كما يقول رجال القبائل"
المرحلة الخامسة تكون بوضع أحجار ورمال ساخنة بالداخل كحشو للرأس، وتتكرر العملية عدة مرات بتغيير الأحجار والرمال حينما تبرد بأخري ساخنة وهذا يعمل علي تسوية السطح الداخلي وإعطاءه لون شواء خفيف.
المرحلة السادسة تكون مرحلة الديكور حيث يتم عمل اللمسات النهائية من الخارج وهذا بإستخدام حجر ساخن آخر يتم تمريره علي السطح الخارجي لإعطاء الجلد لوناً داكناً وأيضاً لغلق أي مسامات مفتوحة، ثم تمرير فحم علي الجلد للون أكثر غمقا، ومن ثم إزالة الأوتاد الخشبية الصغيرة من الفم وإستبدالها بخيط طويل وهو ما يعطي شكل جمالي للرأس "بحسب قول رجال القبائل"
_ مقال الزوهريين: بحث كامل عن ظاهرة أطفال الجن من هنا
* لكن من هم الذين يمارسون هذا الطقس ولماذا؟ :
سؤال آخر أعجبني وهذه هي الإجابة، هذه القبائل هي شوار، أشوار، وامبيسا، أغوارونينا أو ما تعرف بقبائل جيفاروا وهم بيرو والإكوادور اليوم، وكانوا يستخدمون هذه التقنية التقليدية الطقسية في رؤوس أعداءهم حينما تكون هناك معركة بين القبائل، فيأتي دور صائدي الرؤوس الذين يتكفلون بجمع رؤوس الأعداء وإعطاءها لمؤدي الطقوس في قبيلتهم للمرور بالمراحل السابقة، أما إذا كنت تتساءل لماذا هذه الطريقة بالذات؟ هذا لأنهم كانوا يريدون حبس الروح الثائرة داخل الرأس وعدم خروجها للإنتقام من قاتليها، وكانت كل قبيلة من القبائل سابقة الذكر تفعل المثل مع أعداءها.
* كم تستغرق عملية التقليص؟
العملية بأكملها لا تستغرق الكثير من الوقت، لكنها تستغرق حوالي ستة أيام لإتمام كل المراحل بطريقة روحانية، فمثلاً عملية غليان الجلد تأخذ ساعتين، وخلال هذا الوقت يقوم باقي أفراد القبيلة بالإحتفال والشراب وإقامة مأدبة طعام لأنه وكما قلت لك سابقاً هو طقس روحاني قبلي، وبعد الإنتها من الإحتفال يتم رمي الرؤوس الغير مستخدمة للحيوانات أو إعطاءها للأطفال كدمي للعب أو ربطها بحبل حول عنق صائدي الرؤوس أو غرسها علي عصا للإتكاء عليها.
لقراءة مقال النكرومانسي: أكل واستجواب أرواح الموتي
* هل يتم إقتناء هذه الرؤوس أو بيعها؟ :
أول ما يجب عليك معرفته هو أنه في الطريقة الأصلية لرجال قبائل جيفاروا هي إستخدام رؤوس بشرية حقيقية، وحينما تم إكتشاف الأمر من قبل الأوروبيين والسياح كانوا يشعرون بالفضول والرغبة في الحصول عليها وقد كان هذا الفضول فرصة ثمينة لرجال القبائل في الحصول علي ما يريدون مقابل الرؤوس المقلصة وإستخدامها في التبادل التجاري، ثم أصبحت تزانتزا سلعة مطلوبة للغاية في أمريكا الجنوبية وأوروبا خاصة في أواخر 1800 وحتي 1900 وهذا أدي إلي أن بعض القبائل بدأت بقتل بعضهم البعض بدون حروب فعلية فقط لتلبية الطلب التجاري،وقد أصبح سعر الرأس الواحدة في ذلك الوقت ما بين 25 إلي 330 دولاراً بقيمة اليوم.
يقال أن الحكومة في الإكوادور وبيرو قد منعت فعل هذا الطقس، إلا أن هناك مصادر تؤكد أنه ما زال هناك ممارسي لطقس التزانتزا حتي يومنا هذا، وهناك رؤوس حقيقية في متاحف عالمية في عدة دول موضوعة في مجموعات خاصة وعليها تحذيرات، أما الموجود للعامة ويتم بيعه علي مواقع التسوق هي رؤوس مزيفة مصنوعة من جلد الحيوانات ويجعله فنانوا التزانتزا يبدو كالحقيقي، حيث أصبح هذا فناً لعمل نسخة تزنتزا منك بالطلب، هذا ليس كل شئ بل أن مهووسي هذه الأشياء المقززة إبتكروا أطباقاً مستوحاة من طريقة تقليص الرؤوس وتكون عبارة عن حساء بداخله عجين مطهو يشبه الرؤوس المقلصة.
* ختاماً:
حقاً لا أجد خاتمة لحديثنا عن الرؤوس المقلصة من شأنه أن يمنع الغثيان الذي سببته بالحديث عنها، لكنك علي الأقل الأن تعرف واحد من حقائق ممارسات غير آدمية كانت تمارس علي نطاق واسع وبشع من قبل بعض القبائل، وقد حان وقتي للهروب قبل أن تتقيأ وتفسد علي شهيتي فأنا مازلت جائعة.
للمزيد من نفس القسم إذهب إلي الإحتراق البشري الذاتي ظاهرة ام إستثناء
بحث وكتابة: سينا
مقال حلو...لكن وشعاد يضر الشاه سلخها بعد ذبحها....
ردحذفشكراً ابن اليمن علي تعليقك، الحقيقة المشكلة ليست في سلخ الشاه بعد ذبحها انما في عدم ادمية هؤلاء الاشخاص في فعلة شنيعة كهذه
ردحذفانا لم اقرأ المقال يا اخت سينا لاني لا اريد أن اتقيأ ولا اريد أن اتحدث عن الموضوع
ردحذفولكن هنالك موضوع يخص الجميع سينا وابن اليمن وكل من يعرفني الكل مدعو لحظور حفل الزفاف والوليمة
الاسبوع القادم اصدقائكم اصدقائنا ادعوا من نسينا فالدعوة عامة للجميع