الجن 2: هل يتلبس الجن في جسد الإنس؟ الأعراض وطرق العلاج

  في المقال السابق من سلسلة "جن" بدأنا الحديث عن الجن وخلقهم وتزاوجهم وقدرتهم علي التشكل، وسنكمل اليوم بإذن الله حديثنا عن أنواع الجن وهل الجن يسكنون أجساد البشر؟  

*هل الجن يتلبسون جسد الإنس؟ : 

كثير منا في الآونة الأخيرة سمع كثيراً عن المس والتلبس ومثل هذه الأشياء، لكن هل فعلا ً هذا شئ وارد الحدوث؟ هل هناك طرق للخلص من المس والتلبس؟ في السطور التالية نشرح لكم القليل عن التلبس وطرق التخلص منه.

عن دخول الشياطين لجسد البشر أكد القس رفعت فكري رئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية والأمين العام المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن المسيحية لا تؤمن بالجن ولا يوجد ذكر في الكتاب المقدس لمصطلح الجن، بل تم ذكر الشياطين وذكر العديد من المعجزات للسيد المسيح وهو يخرج الشياطين من أجساد البشر.

ثم أضاف القس رفعت فكري في تصريحه لبوابة أخبار اليوم، أن الشخص الذي يعاني من الجن يكون في الغالب نتيجة لإصابته بمرض نفسي، ويحتاج إلي الخضوع للعلاج النفسي.

وقد كشف الراهب القمس تيموثاؤس المحرقي لموقع اليوم السابع طقوس الكنيسة في طرد الأرواح الشريرة في كتابه "الطريقة الكتابية لإخراج الشياطين كما مارسها وعلمها الرب يسوع" ويشرح فيه كيفية ممارسة الطقوس اللازمة والمزامير التي يقرأها من يتولي إخراج الروح من الجسد الممسوس.

حيث أكد أن إخراج الروح الشريرة نعمة وهبها الرب للإنسان، وأشار أن الشيطان يسكن جسد الإنسان والحيوان ويؤكد أن الكتاب المقدس يثبت أن الإنسان الواحد قد يسكنه أكثر من شيطان، مثلما قيل عن مريم المجدلية التي أخرج الرب منها سبعة شياطين.

وكما صرح الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية كما ورد في جريدة النبأ ،أن دخول الجن في جسد الإنس مستحيل عقلاً بسبب الإختلاف في أصل الخلقة حيث خلق الإنسان من طين والجن خلق من نار، والشياطين لا تملك الوسوسة، ولم يجعل الله لها من سلطان علي الإنسان ، وقد أصدرت دار الإفتاء المصري فتوي رقم 9270 توضح فيها مدي صحة تلبس الجن بالإنسان ، وبعض مما ورد في الفتوي: إن ما وقع لكثير من الناس هذه الأيام من نسبة كل ضرر يصيبهم إلي السحر والعين هو من المبالغة الظاهرة، وإخراج الأمور حد الإعتدال ، بل وصل إلي حد الوسواس المذموم، ونسوا أن المسلم تحفظه الملائكة التي سخرها الله عز وجل لحمايته من الغوائل.

*أعراض التلبس والمس:

من الأعراض التي يشتبه فيها أن يكون الفرد ممسوس أو ملبوس وهي ليس لها تبرير في الطب البشري أو النفسي والأعراض التالية هي أعراض عامة ومنها صداع شديد، نوبات صرع وإكتئاب،نفور، أرق، خوف، إرتجاف الأعضاء لا إرادياً .

أما الأعراض عند الرجال هي: هزال في الجسم، ألام أسفل الظهر، هلوسة، كوابيس،إرتفاع درجة الحرارة، آلام في الصدر،إحساس بثقل علي القلب،ضيق تنفس، نخزات في الصدر،ألام معدة، تقصير في الواجب الزوجي.

الأعراض لدي النساء: كراهية الزوج، نفور من الزواج، كثرة الأحلام المزعجة، أرق، قلة طهارة، خوف، تخيل بوجود شئ ما حولها،

أما عن أعراض المس الشيطاني فقد فرق الراهب القمس تيموثاؤس المحرقي بين المس الشيطاني والمرض النفسي ولكل منهما علامات رغم تشابه الأعراض، فالمس يؤدي إلي ثقل وصداع متنقل بين أجزاء الرأس لا يجدي معه أي دواء، والتخبط في الأقوال والأفعال والحركة ، وفقدان الشهية، أو النهم الشديد، البكاء والضحك بلا سبب، رفض أو كراهية الأسرة ، والهذيان، ثقل وتنميل في بعض الأعضاء من الجسد.

*طرق التخلص من الجن والشياطين:

بطبيعة الحال لكل ديانة ما يتم قراءته لخروج الأرواح الشريرة من الجسد ، وفي هذا الإطار أكدت دار الإفتاء أن الطريقة الشرعية لمثل هذا الأمر هي الرقية الشرعية مما تيسر من القرآن والسنة النبوية والأدعية الثابتة وأي الرقي لا تعرف لها أصل وليس فيها من آيات القرآن وتشعر أن كلامها غير مفهوم فهي ليست رقي شرعية ، فهناك الكثير من مدعي الرقية الذين يضلوك بإستخدام طلاسم هم من كتبوها لإيقاع الضرر بك أو لإتمام طقس من طقوس مراحل التقدم في رتبة الساحر كما سبق وأوضحت في سلسلة سحر 2

ويجب علي الراقي أن يكون ذو سمعة طيبة ومعروف للجميع ويكون تابع للأزهر الشريف ويدرك ما يفعله جيداً ، ولا ندعوا أي فرد إلي المنزل ونحن لا ندري عنه شيئاً فليس كل راقي مشروع، إنما قد يكون ممارس للكهانة أو العرافة.

_ لقراءة مقال الزوهريين: بحث كامل عن ظاهرة أطفال الجن من هنا

كما أوضح القمس تيموثاؤس المحرقي أن الضرب والحرق لا تنفع بل تضر الممسوس لأن الشيطان روح لا يشعر بالضرب أو الحرق بل يتسبب ذلك في إصابة المريض بعاهات مستديمة نتيجة الحروق و الضرب.

لكنه أكد أن الطريقة الصحيحة لإخراج الشياطين من الجسد أن يكون الخادم المؤدي لطقوس الإخراج مصلياً ومؤدياً لطقس التناول بعد الصوم ثم يضع اليد التي تحمل الصليب علي رأس الممسوس ويبدأ في صلاة سفر المزامير، ويستحسن أن يستخدم صور القديسين أو رفاتهم في الصلاة، أما بعد الصلاة علي الخادم أن يحضر الماء المصلي عليه في القداس ويرشم علي الصليب ثم يأمر الشيطان بالخروج دون أن يضر الممسوس، وقد ذكر الراهب في كتابه جميع الآيات والمزامير المستخدمة في فك أعمال السحر وإخراج الشياطين وأكد أنها تعود للعصور الوسطي حيث كان يصلي بها الكهنة لأنها تتضمن صلوات رفع البخور ووضع اليد.

إنتظروا الجزء الثالث من هذه السلسلة ، وإذا أعجبتكم هذه التدوينة أرجوا مشاركتها، وترك تعليق لنا لتساعدنا علي التواصل وكتابة  تدوينات أفضل في المستقبل 

للإطلاع علي الجزء الأول من سلسلة جن إذهب إلي جن1: خلقهم وتزاوجهم وقدرتهم علي التشكل

كتابة: سينا