صورة توضيحية لرجل تنتقل روحه عبر الأثير في تجربة الإسقاط النجمي |
الإسقاط النجمي يقع ضمن الأمور الغامضة التي لا يُعرف عنها الكثير لكنها مجرد أراء وتجارب وربما تخيلات تقع في نطاق اللا منطقية ، يعد هناك تشابهاً كبيراً بين الإسقاط النجمي وتجربة الخروج من الجسد، لكن في الحقيقة أن الظاهرتين مختلفتين تماماً عن بعض وفي السطور القادمة سأشرح كل منهم علي حدى.
* تجربة الخروج من الجسد:
هذه التجربة هي حالة معترف بها علمياً وطبياً وليست حالة روحية، تحدث هذه التجربة خلال الأحلام حيث يشعر المرء بأنه أصبح شخصين واحد نائم والأخر واعي فيتم تفسير ذلك بأن الوعي إنفصل عن الجسد المادي وليست الروح وتم دراسة تخطيط كهربية المخ لأشخاص مروا بهذه التجربة ولوحظ أن هناك العديد من النشاطات الغير مبررة والمختلفة كلياً عن نشاط الدماغ في حالة النائم العادي ، وهي تجربة غير مقصودة وتمثل بأنها تنظير ذاتي أو رؤية الذات من الخارج.
ويتم وصف تجربة الخروج من الجسد بأن الوعي يخرج ويطفو عالياً ويري الجسم النائم وهي تجربة عابرة حيث تقول "جين أسبيل" jane Aspell الباحثة في جامعة أنجيليا روسكين في إنجلترا، أن الإسقاط النجمي هو أحد تجارب الخروج من الجسد المقصودة، ووجد جايسون بريثويت jason breathwhett عالم النفس في جامعة لانكستر، أن الأشخاص الذين لديهم مشاكل إدراكية مثل الشعور بوجود شخص أخر أو تغيير في شكل الجسم هم الأكثر عرضة لتجربة الخروج من الجسد.
ويقول بريثويت " أن إحدي الطرق لتفسير ذلك هي أن العقل يبني نظرة شاملة تلقائية للفضاء من حوله وعادة ما نري الأشياء من وجهة نظرنا فقط ولكن عندما يزعج شئ ما الدماغ ولا يمكن فهمه من المعلومات الحسية فإن نموذج عين الطائر للعالم يتولي زمام الامور ، وقد قال أيضاً أن دراسة تجارب الخروج من الجسد تعالج الاسئلة المتعلقة بالذات والوعي حيث أن دراستها قبل 20 او 30 عاماً كان أمراً غير مستقر بالنسبة لعلم النفس.
* دراسات وأسباب تجربة الخروج من الجسد :
بعض الدراسات العلمية أثبتت أن المارين بتجارب الخروج من الجسد لهم عده أسباب منها الإضطرابات الدهليزية وهي حالة مرضية تتسبب في خلل وظيفي في النظام الدهليزي المسئول عن التوازن وحركة العين والمعلومات الحسية ويشمل هذا النظام أجزاء من الأذن الداخلية والدماغ .
في ورقة بحثية عام 2017 نشرت في مجلة اتلانتك The Atlantic لعالم الأعصاب كريستوفر لوبيز من جامعة أياكس مرسيليا في فرنسا تحليل ل 210 مريض مروا بتجارب الخروج من الجسد يعانون من إضطرابات دهليزية ومن إجمالي العدد كان هناك 14 % منهم مروا بتجارب الخروج من الجسد مقابل 5 % لم يمروا بها ممن ليس لديهم اي اضطرابات دهليزية .
وتعليقاً علي هذه الدراسة قال أولاف بلانك عالم أعصاب عمل سابقاً مع لوبيز أن الدراسة تضع إقتراحات سابقة حول المكون الدهليزي القوي في تجارب الخروج من الجسد وأظهر بلانك أن التحفيز الكهربائي لمنطقة الدماغ التي تدمج المعلومات الدهليزية والبصرية يمكن أن يؤدي إلي وهم خارج الجسم سواء كان الإضطراب في الأذن الداخلية نفسها أو في الدماغ فإن النتيجة النهائية هي الشعور بتحدي الفيزياء وترك الجسد المادي
صورة توضيحية لخروج الروح من الجسد المادي
المشكلة الأساسية أن نسبة 14% ليست بالكافية لإنتشار هذه التجربة حيث أن
هناك العديد من الناس يبلغون عن هذه التجربة وليس لديهم إضطرابات دهليزية وعن هذا يقول لوبيز نعتقد أن الخروج من الجسد يكون نتيجة عن عدة عوامل وليست فقط الإضطرابات الدهليزية.
في عام 2021 نشرت ورقة بحثية في مجلة كروز الطبية وتتحدث عن فحص صبي في 15 من عمره مر بتجربة الخروج من الجسد وأوضح البحث أن الأسباب المحتملة لمثل هذه التجربة تحتاج حالات عصبية مثل نوبات الصرع والصداع النصفي و نقص المعالجة البصرية وتجارب الإقتراب من الموت والمخدرات ولكنها أسباب ثانوية، ففي علم النفس ربما يكون من الأساسيات ان الفصام وإضطرابات الشخصية والقلق والإكتئاب هم الأسباب الأهم.
* الإسقاط النجمي:
يستخدم مصطلح الإسقاط النجمي لوصف طريقة خروج الروح من الجسد أو ما يسمي بخروج " الجسد الأثيري أو النجمي" خارج الجسد الأرضي خلال التأمل، وهو واحد من تجارب الخروج من الجسد المقصودة لأنه عمل روحاني يتم عن عمد ، حيث تطوف الروح إلي أي مكان تريده انت وهو لا يحدث أثناء الحلم كما هو متعارف عليه فهو مختلف عن تجارب الخروج من الجسد اللاإرادية.
يوجد إعتقاد أن هناك هيئة أثيرية أو نجمية تنفصل عن الجسد المادي ويعتبر حلقة وصل مابين العالم الحقيقي والروحي ، حيث يعتقد الكثيرون أنه يمكن التواصل مع الكون روحياً عبر الإسقاط النجمي، والهدف من الإسقاط النجمي هو إرسال الوعي خارج الجسد إلي البعد الروحي ويطلق عليه البعد الخامس أو المستوي النجمي
حيث الفرد بوعيه ما لا يراه في الحقيقة ويكْوِن فكرة أعمق للحياة وقد يجد حلول مشاكل لا حل لها في الحياة العادية، فهو شئ يشبه قرءاة المعني الكامن بين السطور فيتعمق الفرد في رؤية المعاني روحياً وليس مادياً وتمارس هذه التجربة عن طريق التأمل الصوفي أو التنويم المغناطيسي .
وذكر أرسطو أن المادة الأثيرية هي مادة غير مرئية موجودة تملأ الفراغ الكوني وذكر بأنها العنصر الخامس وكان يبجلها جداً لأنها تمثل عنصراً سامياً بالنسبة له. كما هو حال ممارسي الشامانية الروحية الذين يعتقدون أنه من الممكن التواصل مع الذكاء الكوني من خلال تجربة الإسقاط النجمي.
أتت كلمة الإسقاط النجمي للمرة الأولي علي الساحة في القرن التاسع عشر من النظام الثيوصوفي والذي يقول أن الفرد الواحد له سبع أجساد ثالثهم هو الجسد النجمي
تأسست جمعية الثيوصوفية علي يد هيلينا بلاتافسكي عام 1875 في نيويوك وقال عنها جون إل كرو jhon L crow في بحثه عن ترويض الجسد النجمي أن هيلينا سافرت حول العالم ودرست مع معلمين من التبت وكانت علي إتصال بالموتي من خلال ممارستها للإسقاط النجمي. وتقول الدكتورة سوزان بلاكمورsuzan blackmore أن الجسد النجمي يمكن له ان يترك الأجساد المادية وراءه ويسافر بعيداً في العالم النجمي ويصل إلي أبعاد أخري.
*الإسقاط النجمي حقيقة أم خيال؟
ممارسو الإسقاط النجمي يقولون أن التجربة يجب أن تكون حقيقية لأنها حية للغاية، فهي تجربة عميقة وروحية لكن لا يوجد مقياس فعلي علي مدي حقيقة الأمر وما إذا كانت الروح تترك الجسد أو تدخله مرة أخري. ونظراً لعدم وجود الدليل المادي علي ذلك فإن التفسير الوحيد لتجربة الإسقاط النجمي هو أن ممارس الطقس قد حلم أو تخيل ذلك لكن الصورة تبدو حية لدرجة تصديق انها حقيقية.
* القيام بتجربة الإسقاط النجمي:
أولا يجب إختيار المكان المناسب، يكون بعيداً عن الزحام وعن أي مصدر إزعاج أو ضوضاء، ثم عليك التطهر واختيار ثياب مريحة ، اختر الوضعية المناسبة سواء الجلوس مع ظهر منتصب وكأنك تتأمل أو النوم علي الظهر مع وضع اليدين فوق الصدر، أزل جميع الأفكار المشوشة لديك والتي من شأنها أن تشتت تركيزك، كل ما عليك فعله أن تركز فقط في التنفس من الأنف والزفير من الفم ببطء وهدوء ولا تتسارع في تنفسك فيجب عليك أن تكون هادئاً في هذه الرحلة الروحانية التي تبدأ في العالم المادي.
حاول الشعور بالنفس الذي يصعد من أصابع قدميك إلي فمك حتي تزفره، أشعر بالإسترخاء والراحة التامة، والأن عليك اختيار عبارة لها علاقة بالموضوع حتي ترددها طوال الوقت في عقلك، مثل " أنا أطير، أنا أرتفع، أنا أطفو" أو العد التنازلي من 1:10 واختيار ترديد العبارة أو العد يجعل لك شيئأ تعود إليه مثل الحبل فيكون دليل لعودتك للعالم المادي مرة أخري.
ستجد نفسك تدخل في حالة الإسترخاء وتصبح ذاتك الداخلية أكثر وعياً ووضوحاً ويصبح جسدك المادي ثقيلاً ولا يقوي علي الحراك ، هنا تكرر العبارة كثيراً لكن ببطئ مع التنفس وكن صبوراً فلا شئ يأتي مابين كلمة ونقاطها، أنت الأن جاهز للإسقاط النجمي فيبدأ وعيك بمغادرة جسدك فتشعر بحركة طفو خفيفة وكأنك تطير بالتصوير البطئ ويبدأ جسدك النجمي بالإنفصال عن جسدك المادي وتظهر العديد من الأضواء الملونة ولك الأن حرية التنقل والسفر إلي أي مكان تريده.
لك أن تعبر المحيطات بل تعبر عوالم مختلفة، لك أن تذهب لزيارة ثور في كوكبه أو تحدث الموتي، لحظة الإنتقال هذه هي لحظتك أنت فأفعل ما شئت فكلها خيالات حينما تكون جاهز للعودة إلي العالم الواقعي وجسدك المادي كل ما عليك فعله هو أخذ القرار بالعودة والعد تصاعديا أو تكرار جملتك التي إخترتها وحاول جيداً أن تركز في تحريك كل جزء من جسدك ببطء وكن صبوراً.
* أنواع الإسقاط النجمي:
الإنتقال النجمي العشوائي
إسقاط اللاوعي
الإسقاط النجمي القسري
ويقعون في الواقع تحت بند تجارب الخروج من الجسد
الإسقاط النجمي الكامل أو شبه الواضح وهو الوحيد التي تقع فيه تجربة الإسقاط النجمي الروحية المقصودة
- لمعرفة كيف حنط الفراعنة موتاهم إقرأ المقال
في رأيي الشخصي من الممكن أن يحدث تجربة الخروج من الجسد فأنا شخصياً قد مررت بها، لا أعلم إن كان لدي مشاكل في الجهاز الدهليزي أم كان السبب هو الصداع النصفي أو انها مجرد حلم جعلني أشعر وكأنني منقسمة إلي إثنين، لكن ما اعرفه هو أنني أمر بهذه التجربة أو الحلم كثيراً ، أما عن الإسقاط النجمي المقصود فلا أعتقد أنه من الممكن أن تذهب الروح التي خلقها المولي عز وجل إلي أي مكان دون أن يقول لها كن فيكون وهذه الحالة تكون بالموت، لكن إذا كانوا يعتقدون أنهم يتحكمون فقط في الوعي ولا أظنهم يفعلون، فلهم مالهم وأنا لن أحكم علي من يحاول فعل ذلك، لكن تأكد أخي القارئ من أي خطوة تقوم بها حتي لا تقع ضحية خزعبلات قام بها الأولون.
بحث وكتابة: سينا
حلم النوم او حلم اليقظة
ردحذفيختلف عن خروج الروح
من الجسد خروج الروح
Tito 👍
روعه استمري بجد مجهود جبار
ردحذفسينا احسنت , علاء
ردحذفاول مره اقراء عنه
ردحذفمقال رائع
هل انتي الاخت سينا
ايوة انا
ردحذفجميل جداً
ردحذف