يذهبون بعيداً ... لا نعلم إلي أين
يمكثون طويلاً... أمد الدهر
يتركون جرحاً في قلوبنا... ليس له دواء
فهل يشعرون بنا!!... هل يعلمون ما نفعله لتكريمهم!!... هل يدرون أن الأمر قد يصل إلي إيذاء أنفسنا من أجلهم!!
لا أحد يعلم هذه الأمور.. لكن ما نعلمه جيداً أن تكريمهم وصل لبتر الأصابع.... من هم؟؟ وماهو تكريمهم؟؟
أنهم الموتي.. نعم موتانا... الموت حق علينا جميعاً عاجلاً أم آجلاً سنوفي هذا الحق كلنا،، وفقدان أحد الأحباء يترك أثراً كبيراً في نفوسنا. أثراً نفسياً.. جرحاً لا يمكن أن يلتئم، لكن هناك شعوب أخذت هذا الألم النفسي إلي مستوي أخر، وأحدثت جروحاً غير قابلة للإلتئام فعلياً..وشعوباً حرقت نفسها مع أحبائهم الموتي.. ففي هذا المقال اليوم سنتعرف علي بعض تلك الشعوب وكيف يكرمون موتاهم وكيف يدفنونهم..
* المدافن السماوية البوذية التبيتية:
الدفن السماوس للبوذيين التيبيتيين هي ممارسة "التشريح الشعائري" وهو تقليد لتقطيع الموتي إلي قطع صغيرة وإعطائها للطيور الجارحة.
بالنسبة للبوذيين لا حاجة لهم للحافظ علي جثة، فهي أصبحت مجرد وعاء فارغ، لذلك لا يحتفظون بالجسد الخاوي وإحياء ذكراه، بل أحتراماً منهم لجميع أشكال الحياة يري البوذيون أن من المناسب أني كون آخر ما يفعله الفرد هو إستخدام رفاته للحفاظ علي كائن حي آخر
الدفن في السماء هو التخلص من الجثة التي تلتهمها طيور الكوندور وهي الطريقة الأكثر إنتشاراً في التبت
حينما يموت أحد التبيتيين يتم لف الجثة بقطعة من القماش الأبيض التبيتي وتوضع في زاوية من زوايا منزله لمدة ثلاث إلي خمس أيام، يُطلب خلالها من الرهبان أو اللاما قراءة لاماس سوترا من الكتاب المقدس البوذي "ترنيمة جنائزية" لإسترداد خطايا الروح بصوت عالي حتي يمكن لهم تحرير الأرواح من المطهر ، وخلال هذا الوقت يوقف أفراد العائلة أي نشاط في المنزل لأجل خلق بيئة سليمة تسمح بمرور الروح إلي الجنة
ثم بعد ذلك يختار أفراد العائلة يوماً محظوظاً ويطلبون من حامل الجسد أو كاسر الجسد " روجيابس" rogyapas أن يحمل الجثة إلي قمة الجبل في منصة الدفن السماوية قبل الدفن بيوم ويزيل أفراد الأسرة ملابس الموتي ويتم تثبيت الجثة في وضع الجنين، وفي فجر يوم الحظ يتم إرسال الجثة إلي موقع الدفن بعيدأ عن المناطق السكنية، ثم يتم حرق دخان"سو su " لجذب الكوندور " طيور جارحة مقدسة يعتقد البوذيون أنها تأكل جسد الإنسان فقط دون مهاجمة أي حيوانات صغيرة قريبة، ولا تأكل الجسد ذو الخطايا" والوحيد الذي يتعامل مع الجثة هو كاسر الجسد
بعد ذلك يتم جمع أي بقايا تركها الكوندور ويحرقها كاسر الجسد أثناء ترديد اللاما للترنيمة الجنائزية سوترا، لأن وجود البقايا قد يعني ربط الأرواح بالمكان
وهناك محرمات في الدفن السماوي منها أنه لا يجب للغرباء حضور الإحتفال لأن التيبيتيين يعتقدون أن ذلك سيمنع صعود الأرواح، وكذلك لا يسمح بتواجد أفراد العائلة في مكان الدفن
بعدما تأكل الكوندور الجسد ويبقي العظام يجمعها كاسر الجسد ويطحنها ويخلطها مع غذاء التيبيتيين الأساسي ويدعي تسامبا لإطعام النسور بها وبذلك لا يبقي شيئاً من الجثة، الأمر الذي يساعد علي أنتقال كامل الروح إلي العالم الآخر
*أكل الموتي إيندو كانيباليزم endocannibalism :
إيندوكانيباليزم هو أكل أجساد الموتي بطريقة الهنود الحمر
لبعض الشعوب فأن أفضل طريقة لتكريم موتاهم هي بأكلهم، يشار لهذه الممارسة بإسم أعياد الموتي من قبل علماء الأنثروبولوجيا وتعني بإقامة علاقة دائمة بين الأحياء والأموات حديثاً وكذلك طريقة للتعبير عن الكراهية والخوف المرتبطين بالموت وعواقبه المأسوية
وقد إقترح علماء الأنثروبولوجيا أن هذه الطريقة هي تعبير عن حسن نية القبيلة للمتوفي وهو ما يتوقعه منهم، وشملت هذه الطريقة بابوا غينيا الجديدة وشعب واري في البرازيل
يتم تحضير وأكل بقايا أحد أفراد القبيلة وسميت بإندو لزعمها أنها متأتية من أصول هندية اوروبية، ومن خلال التتبع الجيني ودراسة أمراض آكلي لحوم البشر مثل كودور يقترح علماء الأنثروبولوجيا ان آكلي لحوم البشر كانت ممارساتهم شائعة جداً في مرحلة ما من التاريخ فقد كانت ممارستهم جنائزية طويلة الأمد وهامة في بعض الثقافات
في واري عندما يتوفي شخص ما كانوا يجتمعون ويجمعون الجسد لبدء طقس يشبه عملية صنع النبيذ تبدأ هذه العملية الطقسية بوضع الجسد علي رفوف حتي يتحلل وبمجرد أن يصل إلي حالة العصير والتي تسمي ميلارك يتم قلب الجسد لأسفل وحشوها في وعاء عملاق ويخزن لمزيد من التخمر ، ثم يتم فصل البقايا السائلة والصلبة للمتوفي ودفن البقايا الصلبة
وهناك قصة من عام 1912 لعالم أنثروبولوجي زار منزل لرئيس قبيلة يستريح ويتحلل في وعاء يشبه الجرة في مطبخ العائلة وكان له ظروف صحية تجعله غير قابل للإستهلاك البشري فقد تم تغذية رفاته للحيوانات
كان هذا يعتبر إحتفالاً مجتمعياً عميقاً وله أهمية روحية لأن تناول ما يسمي بخمر الجثة مسلياً لأرواح الموتي
إعتقد شعوب واري أن هذه الممارسة ساعدت في تخليص أرواح موتاهم إلي ماوراء الأرض وأن أكل لحوم البشر يكرم المرء وينقل معرفتهم إلي الأحياء
وقال عالم الأنثروبولوجي بيتر ميتكالف 1987 أن إيلاء إهتمام خاص للطرق التي يتم بها التعامل مع الجثث في الموت يحمل مفتاح لفهم نهج الثقافة إتجاه طقوس الموت، وعلي سبيل المثال
- شعوب ناجاجو والتي كانت تركز طقوسهم حول بقايا الهياكل العظمية للمتوفي ويجمعون العظام المجففة بعد التحلل الجسدي
- شعوب اليانومامي تستهلك العظام مع الموز، حيث يطحنون العظام بعد تجفيفها ويخلطونها مع الموز ويتناولونها كطعام.
- والممارسات التاريخية للأرامل في إندونيسيا هي تغطية أجسادهم بالعصير الناتج عن تحلل أزواجهن أو تحريك كمية من هذا العصير في الطعام وأكله
- ثم شعب جانكون في غرب إفريقيا يأكلون قلوب قادة المجتمع البارزين، لإعتقادهم أنها ستكسبهم القوة.
*جنازة الفايكينج لتكريم الموتي viking funeral :
وللفايكنج نصيب كبير من هذه الممارسات، فهم لهم طريقة غريبة لتكريم موتاهم.. هل أنتم مستعدون للصدمة!! حسناً
تبدأ الطقوس بمجرد وفاة أحد زعماء القبيلة والتي تكون وحشية جداً ، فبمجرد الوفاة يتم وضع جثة الزعيم في قبر مؤقت لمدة عشرة أيام حتي يتم حياكة ملابس جديدة له وخلال هذا الوقت يجب أن تتطوع إحدي خادماته للإنضمام له في الاخرة ويتم حراستها ليلاً ونهاراً ويتم إعطائها كميات كبيرة من المواد المسكرة
وقبل الإنتهاء تذهب إلي آخر خيمة وبها 6 أخرون من زعماء القرية، ثم يتم ذبحها ووضعها مع الزعيم في مركب خشبي ويضرم فيه النيران، يفعل الفايكنج هذا ليضمنوا ان الخادمة ستخدم سيدها في الحياة الأخري والطقوس الجسدية" الإغتصاب" كانت لعكس قوة حياة الزعيم
أما إذا قرروا أن يدفنوا موتاهم من الشعب العاديين فيدفنونهم في مدافن تشبه السفن لأن ذلك يجعل الأموات يشعرون بعدم الإغتراب لأهمية السفن في حياتهم* بتر الإصبع:
شعب داني في بابوا غينيا الجديدة ، يعتمدون قطع الأصابع كنوع من الحزن، فماذا يحدث؟؟
ترتبط هذه الطقوس عادة بالنساء والأطفال الذين لهم علاقة بالمتوفي، ممارسة قاسية وغير مفهومة لإبعاد وإرضاء الأرواح وتعبيراً عن حزنهم ومعاناتهم
لإجراء البتر يتم ربط الأصابع بخيط لمدة 30 دقيقة ليتيح للأصابع أن يتم تخديرها لإزالة الألم ثم يتم قطعها بفأس ثم يتم تجفيف القطعة المبتورة وحرقها وتخزينها في مكان خاص والجزء الملتصق باليد يتم كيه لمنع النزيف وتشكيل اصابع متصلبة اخري
وتسمي هذه الممارسة إيكيبلين ikiplin ، وبالنسبة للأطفال تعضهم أمهاتهم لنفس السبب حتي تقطع طرف من الإصبع وذلك لإعتقادهم أن هذا سيجعل الأطفال يعيشون أطول لإختلافهم عن باقي الاطفال.
لقراءة مقال الهالوين اذهب الي
ساتي sati :
كانت ساتي ممارسة لا تعرف الإنسانية في الهند حيث تقوم النساء الأرامل بحرق أنفسهن في محارق أجساد أزواجهن، وقد كانت عمل تطوعي إلا أنه في بعض الأحيان كان يتم إرغام المرأة علي هذا الفعل، وفي أوقات أخري يتم جرهن رغماً عنهن إلي المحارق
وقيل أن هذا الأقتراح كان لمنع الزوجات من قتل أزواجهن الأثرياء والزواج من عشاقهن، حيث كانت تعتقد المرأة أنها ستنجو من قتل أزواجهن بالسم، لكن جاء هذا القانون القبلي لعقاب الزوجات.
وقيل أن هذا الإقتراح جاء كوسيلة للزوجين لدخول الحياة الأخري معاً
طرق غريبة وإحتفالات أغرب لكن إن كان في العمر بقية أعدكم بجزء ثاني لهذه الإحتفالات من حول العالم
كتابة: سينا
جميل جداً
ردحذفانستازيا ..
اهلا اناستازيا
ردحذفنورتي مدونتي المتواضعة تسلمي علي قراءتك لمواضيعي وتعليقك ايضا
اتمني ان تتركي توقيعك دائما مع التعليق فانا يسعدني ان اري اسمك كل مرة
جميل جدا اول مره اقرا المعلومات وباسلوب شيق
ردحذفلاحوله ولاقوة إلا بالله , الحمدلله على نعمه الاسلام , هولاء فين عقولهم مافيش جيل سياتي يفكر سياتي يغير او ان ميراث هذة الطقوس ربطوها بمعتقداتهم الدينية ولهذا لايمكن ان يفكر احد بعقل الى طقوسهم , الغريب لماذا الامم المتحدة لاتمنع هذة الجريم!!! ذبح واغتصاب الخادمه وقطع الاصابع وحرق الارامل , جرايم هذة بالعصر الحديث لماذا لايتدخلون لمنع هذه الجرائم عن طريق القوة!!!
ردحذفمحتواك اروع من الرائع سلمت يدك
ردحذفطريقة تكريم الموتى عند هوءلا الوثنين كلها تثير الإشمئزاز وخاصة أكل الموتى والفايكنق الحمدلله على نعمة الاسلام
اشكرك اخي اتمني ان يكون القادم افضل
ردحذف