القائمة الرئيسية

الصفحات

السبع أرضين ومفهوم الأكوان المتعددة



 الكون هو مجال هائل يحتوي علي بلايين المجرات التي تستقر في الفضاء، وكل مجرة قد تحتوي علي مليارات النجوم وبعض الأبحاث أشارت أن حجم كوننا قد يصل إلي 7 مليارات سنة ضوئية لعبوره وآخريين يعتقدون أنه أزلي بلا نهاية.

عشاق الخيال العلمي ومن ضمنهم أنا يحبون فكرة تعدد الأكوان أو الأكوان الموازية وفكرة أننا قد نكون موجودين علي واحد من الحيوات المحتملة التي قد تصل إلي ما لا نهاية ، وهناك العديد ممن يدعمون فكرة الأكوان المتعددة التي تحيط بنا والتي قد تكون مرآة لعالمنا بكل ما فيه، فقد يكون هناك "أنت" في عالم آخر وهناك يمكن أن تكون أنت كاتب/ كاتبة هذا المقال وأنا من يقرأ، وقد تكون نسختك في الكون الموازي هو عالم ذرة أو مهندس، إحتمالات لا حصر لها تتمثل في فكرة واحدة هي تعدد الأكوان .

فربما هناك نحن في عالم آخر، وسبع قارات في أرض أخري أو علماء بنفس أسماء علمائنا، وهكذا فإن هذه الأكوان أو العوالم قد تعكس حياتنا فما يحدث في كوننا يحدث في الأكوان الأخري الموازية لنا، وهذه الأعتقادات تدعمها نظريات مثل نظرية الإنفجار الكبير، نظرية  الأوتار الفائقة، ونظرية ميكانيكا الكم، نظرية الكون الفقاعي، نظرية العوالم الغشائية، ونظرية الواقع المشروط، نظرية التضخم الأبدي وسوف نتحدث عن كل نظرية علي حدي.

_ عام 1895 طرح "ويليام جايمس" الفيلسوف الأمريكي نظرية تعدد الأكوان وأن هناك أكوان تماثل كوننا وتخضع لنفس الظواهر والقوانين الفيزيائية التي يخضع لها كوننا، وفي سياق مفهوم تعدد الأكوان تعد النظريات التالية هي ما يرسم الخريطة الذهنية للأكوان المتعددة ، وربما يكون لنا كمسلمين نصيب في هذا الإعتقاد من خلال آية 12 سورة الطلاق " الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" وسوف نفسر ما تعنيه الآية الكريمة لاحقاً وفقاً لما فسره علماء الدين .



* نظرية الإنفجار العظيم The Big Bang Therory :

هذه النظرية الأولي من نوعها والتي تقترح كيفية خلق الكون لما نحن عليه الآن ولها إمتداد لكيفية وإستطاعة خلق أكوان أخري، طرحها للمرة الأولي العالم البلجيكي "جورج لوميتر" عام 1927 ، والنظرية تقول أن الكون كان في بداية نشأته كتلة غازية كبيرة وهائلة الكثافة والحرارة وأخذت هذه الكتلة بالتضخم خلال 13,8 مليار سنة التالية، وبتأثير الضغط الناتج عن حرارتها حدث إنفجار كبير فتق الكتلة الغازية بأجزائها في كل إتجاه فتكونت مع مرور الوقت ما نعرفه اليوم بالكواكب والنجوم والمجرات، وعام 1964 تم إكتشاف موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون وسميت هذه الموجات بالنور الآتي من الأزمنة السحيقة، وأكدت ناسا في عام 1989 هذه النظرية وعرفت حينها بإكتشاف القرن العشرين.

طبقاً لوكالة ناسا أن درجة حرارة الكون في اللحظات الأولي قبل الإنفجار كان 10 مليارات درجة فهرنهايت، وكان الكون له عدة جسيمات منها الفوتونات، البروتونات، الإلكترونات. والإلكترونات الحارة كانت ستسبب بعثرة الضوء أو الفوتونات لكن بعد 38000 سنة بعد الإنفجار إلتقت هذه الإلكترونات الحارة بنواة وشكلت ذرات متعادلة سمحت بإشعاع الضوء من جديد ويدعي هذا الضوء غسق الإنفجار الكبيرأو إشعاع الخلفية الكونية .

ويقول بعض العلماء أن كلمة إنفجار لم تحدث أصلاً، لأن كثافة وحرارة الكون تم إنخفاضهما تدريجياً وليس مرة واحدة كما يحدث في حالات الإنفجار، وأن الإنفجار لم يكن جزءاً من النظرية من الأساس، إنما يعني توسع أو تمدد الكون من نقطة مركزية إلي الخارج، وفي ذلك أكد العالم الفيزيائي "بول ستينهارت" مدير مركز برينستون للعلوم النظرية أن إذا كان الإنفجار العظيم إنفجاراً فسيكون له مركز.


* نظرية مستويات الأكوان المتعددة: 

وفي هذه النظرية أشار العالم "ماكس تيجمارك" أن الأكوان تنقسم إلي أربعة مستويات وهي كالتالي:

_ المستوي الأول: وهو وجود أماكن خلف الأفق الكوني الخاص بنا وذلك لأن الكون لا يوجد له نهاية وهو ما أثبت أن وجود أكوان أخري قد يكون حقيقي، وأن جميع الأكوان في المستوي الأول يمكن أن تتشابه فيزيائياً لكنها تخضع لظروف أخري مختلفة، وفكرة أن الفضاء لا حدود له جعل العلماء يعتقدون بوجود أكوان أخري وحياة مماثلة مع بعض الإختلافات.

_ المستوي الثاني: ويشير إلي أن الكون يشبه الفقاعة الضخمة توجد في كون آخر أكبر يتضمن العديد من الأكوان المتعددة مثل كوننا.

_ المستوي الثالث: الأكوان المتوازية متعددة  الكم كما قال "هيو إيفيريت" والذي وضح حقيقة إذا حدث أمر بطريقة عشوائي فإن هناك إحتمالات أخري قد حدثت في العوالم الأخري.

_ المستوي الرابع: يعتمد علي معدلات رياضية مختلفة والتي تثبت وجود أكوان أخري موازية لنا.




* نظرية الأوتار الفائقة SuperString Theory: 

وهذه النظرية تصور وجود عدد كبير من الأكوان فهي تتنبأ بصيغة واحدة فقط للزمكان، أو الزمان والمكان، لكل صيغة قوانين فيزيائية خاصة، ففي نظرية الأوتار لا يوجد جسيمات أولية كالإلكترون أو الكوارك، بل أن كل ما هو موجود عبارة عن قطع من أوتار مهتزة ويتوافق كل وضع إهتزاز مع جسيم معين ويحدد هذا الإهتزاز شحنة الجسيم وكتلته وتلك الأوتار ليست مصنوعة من شئ بل إنها المكون الأساسي للمادة.

وفي هذه النظرية ذات أبعاد عشرة نرصد منها 4 وهو الزمكان والستة الباقية خفية وأصبح لها بعد أخر ليصبح عدد الأبعاد 11 ، والأبعاد الأربعة التي وضحها أينشتاين وعرفها بالزمكان هي 3 أبعاد مكانية الطول والعرض والإرتفاع  وبعد واحد زمني أي الوقت  إضافة إلي 7 أبعاد خفية لأنها منطوية علي ذاتها.

بداية معرفة العالم الحديث بنظرية الأوتار كانت علي يد فيزيائي شاب من إيطاليا يدعي "غابرييل فينيزيانو" في الثمانينات، وخلال تصفحه في كتب رياضية قديمة بحثاً عن معادلات تصف القوي النووية الشديدة، حيث وجد معادلة رياضية قديمة كتبها عالم سويسري يدعي "ليونارد أويلر" منذ مئتاي عام وإكتشافه هذا الذي كان يعتبر مجرد فضول رياضي أصبح مشهوراً بها وهي كانت وصف للقوي النووية الشديدة التي تؤثر في نواة الذرة، وقعت تلك المعادلات في يد فيزيائي أمريكي يدعي "ليونارد سسكيند" بسبب شهرة هذا الإكتشاف الذي إكتشفه "غابرييل فينزيانو" .


* نظرية ميكانيكا الكم: 

بعض الباحثين يرجعون إعتقاداتهم لمفهوم الأكوان المتعددة لنظرية ميكانيكا الكم والتي توصف حساباتها الجسيمات دون الذرية  حيث تفسر ميكانيكا الكم سلوك الذرة ومكوناتها الأساسية، وتتعامل ميكانيكا الكم مع الجزيئات كأنها موجات وتصفها بالدالة الموجية، وميزة الدالة الموجية أنها تتيح للجسيمات الكمية أن تتواجد في عدة حالات في نفس الوقت وهو ما يسمي بالتراكب. 

يقول مبدأ "هايزنبرج" أو مبدأ عدم اليقين أنه لو رصدنا مجموعة جزيئات علي المستوي الكمي نجد أنها تتصرف بشكل غير منضبط وبهذا لن نكون متأكدين من طبيعة ولا صفة هذه المادة الكمية ووجد العلماء أن الفوتونات المتواجدة في الضوء تتصرف بطريقتين مرة كجسيمات ذات طبيعة وخصائص معينة ومرة كموجات ذات طبيعة وخصائص مختلفة كلياً، ويأتي تفسير "كوبنهاجن" الذي طرحه الفيزيائي الدانماركي "يلز بور" لميكانيكا الكم وهذا التفسير يقول أنه إذا لاحظنا شئ كمي فسنؤثر في سلوكه ونجبره علي إختيار حالة واحدة فقط .

بمعني أنه لو إتخذنا مبدأ "هايزنبرج"، قد نقابل شخص ما يدعي "مالك" اليوم، وغداً نري نفس الشخص كأنه تحول إلي فتاة وتدعي "ملك"  وإذا رأيت هذا الشخص من بعيد لا تدري حقاً إذا كان من تراه هو "مالك" أو "ملك" ليأتي تفسير "كوبنهاجن" الذي يقول أن من بعيد الشخص الكمي يظهر في حالتين نحن نؤثر فيه عندما يقترب منا ليكون في حالة واحدة فقط أي أنك عندما يقترب منك الشخص الذي رأيته من بعيد وغير متيقن من هو، تتضح معالمه ويمكن لك أن تدرك ماهيته فتراه بوضوح وهو مايسمي بالوضع الفائق.

مع إتفاق "إيفيريت وبور" في الوضع الفائق والدالة الموجية إلا أنهم لم يتفقوا في القياس الكمي للشئ،  بمعني أن "إيفيريت" يعتقد أن قياس الشئ الكمي لا يجبره علي إختيار حالة معينة لكن هذا القياس يسبب بإنقسام الكون إلي كونين وكل واحد يمثل نتيجة محتملة لنفس القياس فمثلاً أنت تري الشخص "مالك" في هذا الكون وأنت في الكون الآخر تري نفس الشخص بصورة "ملك". 

وفي هذا الإطار أوضح العالم "إرفين شرودنغر" شرح هذه الظاهرة من خلال تجربة ذهنية تدعي "قطة شرودنغر"، تخيل وضع قطة داخل صندوق ومعها جهاز يصل بين مادة مشعة وغاز السيانيد السام وعندما تتحلل المادة المشعة فإن السيانيد سينطلق ويقتل القطة مع العلم أن هذا الأمر محتمل الحدوث بنسبة 50/50 يعني أنه قد يحدث أو قد لا يحدث، بعد فترة تتساءل هل القطة ميتة أم حية؟ فما سيحدث للقطة هو مقسوم إثنين بالتساوي إما ميتة أو حية، المنطق يقول أنك لن تعرف ما حدث للقطة في الصندوق إلا بعد فتحه وبهذا فإن الدالة الموجية ستنهار وتتخذ حالة واحدة فقط كما يقول "بور" إلا أن "إيفيريت" يعتقد أن الدالة الموجية لن تنهار بل ستنقسم إلي كونين، كون تكون فيه القطة ميتة، والكون الثاني تكون حية وهذا يفسر الأكوان المتعددة، لكن نظرية "إيفيريت" التي تعتمد علي ميكانيكا الكم ظلت ضعيفة تفتقر إلي أدلة حتي ظهر مفهوم الأكوان الموازية. 


* نظرية الكون الفقاعي buble universe: 

تم تقديم هذه النظرية في العالم الحديث لأول مرة عن طريق العالم "أندريه ليند" وهي تقول أن كوننا مع عوالم أخري تم تكوينه من فقاعة كبيرة تدعي فقاعة الأبوين ووفقاً للنظرية أنه خلال التقلبات الكمية الفقاعة كونت فقاعات أخري كثيرة والتي تضخمت لاحقاً إلي أكوان وهذه الأكوان لها قوانينها الفيزيائية الخاصة بها والتي قد تكون مختلفة عن كوننا والبعض منها قد يكون له حياته النادرة والمختلفة تماماً عنا وتعرف هذه النظرية للعامة بإسم نظرية التضخم الفوضوي أو التضخم الأبدي.

وفقاً لعالم الفيزياء النظرية "ألكسندر فلينيكن" بجامعة توفتس في ماساتشوستس يقول أن التضخم الكوني الناتج عن الإنفجار الكبير لم يستقر في كل مكان في نفس الوقت لكنه إستقر في كل شئ ويمكن لنا رصده علي الأرض قرابة 13 مليار سنة مضت لكن التضخم الكوني إستقر في أماكن أخري وهو ما يدعي بنظرية التضخم الأبدي، وكما إستقر التضخم الكوني في أماكن معينة تم تشكل الكون الفقاعي أو الفقاعة الكونية، حيث كتب "فلينيكن" في مجلة ساينتفيك أمريكان الشهيرة في عام 2011 "هذه الأكوان الفقاعية لا يمكن لها التواصل مع بعضها بعضاً لأنها تواصل التوسع اللانهائي.



* نظرية العوالم الغشائية BraneWorlds:

في هذه النظرية المأخوذة من نظرية الأوتار الفائقة تتمثل في أكوان متوازية تحوم بعيداً عن متناولنا، وقدم هذه الفكرة "بول ستينهارت" بجامعة برينستون و"نيل تورك" من معهد بريميتر للفيزياء التطبيقية بكندا.

والفكرة هي إمكانية وجود عدد أكبر من الأبعاد التي نعرفها، ويشرح العالم الفيزيائي "برايان جرين" من جامعة كولومبيا أن فكرة العوالم الغشائية هو أن كوننا من المحتمل أن يكون أحد أكوان عديدة يطوف كل منها في فضاء ذي أبعاد أعلي، لكن المشكلة في هذه النظرية أنها تقترح أن العوالم الغشائية ليست دائماً متوازية وبعيدة عن بعضها وقد يحدث في بعض الأحيان أنها قد تنصدم ببعضها وهذا قد يتسبب في عدة إنفجارات عظيمة أخري مما قد يترتب عليه إعادة تشكيل الأكوان مراراً وتكراراً. 


* نظرية الواقع المشروط modal realism :

قدم هذه النظرية العالم "دايفيد كيلوج لويس" وتقول النظرية بأن كل العوالم المحتملة حقيقية مثلها مثل عالمنا وتشبه عالمنا بالضبط ويعني بذلك أن:

- كل العوالم المحتملة موجودة بالفعل.

- العوالم المحتملة ليست مختلفة عن عالمنا.

- العوالم المحتملة هي كيانات غير قابلة للإختزال.

وقد كتب "لويس" عدة مرات عن الواقعية المشروطة وقال "أنا أعتقد، وأنت أيضاً، أن الأمور قد تكون مختلفة بعدة طرق، لكن ما معني هذا؟ اللغة العادية تسمح بإعادة الصياغة: هناك العديد من الطرق التي من الممكن أن تكون بها الأشياء، إلي جانب ماهي عليه بالفعل، وهذا معني أن الأمور قد تكون مختلفة بطرق لا حصر لها ويجوز إعادة صياغة ما أؤمن به مع الأخذ بعين الإعتبار إعادة الصياغة في ظاهر الأمر، فأنا أؤمن بوجود كيانات يمكن أن تسميها الطرق التي من الممكن أن يكون عليها الأشياء، أي العوالم المحتملة"


* نظرية التضخم الأبدي Eternal inflation :

وهي نظرية تعتبر إمتداد لنظرية الإنفجار العظيم وتعني بأن المرحلة التضخمية لتوسع الكون هي مستمرة للأبد وهذا يعني أن الجسيمات التي بدأت الحرارة في الإنفجار الكبير مازالت بها بعض الطاقة التي مازالت تتحلل إلي يومنا هذا وتشكل ذرات بها حرارة عالية تُحدث إنفجارات أخري وتستمر العملية مع كل إنفجار .


_ كل هذه النظريات أقنعت الباحثين أن تعدد الأكوان شئ محتمل وجوده، بل وقد يكون موجود بالفعل ،في حين أن هناك نظريات تحاول تقديم وشرح طبيعة الأكوان المتعددة، إلا أن الأمر ليس بجديد فهناك العديد من الكتابات القديمة التي تناقش هذه الأفكار عن الأكوان المتعددة منها علم الكونيات الهندوسي الذي يصف الكون وحالاته المادية ودوراته والبنية المادية والتأثير علي الكيانات الحية، وهناك بورانا هندية تتحدث عن أن هناك أكوان لا نهائية وكلاً منها له كواكبه الخاصة وسكانه وآلهته الخاصة.

والكتابات السنسكريتية القديمة أيضاً إحتوت علي أن الأكوان عبارة عن فقاعات عنقودية ومع ذلك فإن الكون لا يمكن له أن يتداخل مع كون آخر، كل كون محمي بغلاف عملاق كما أوضحت سابقاً في نظرية الكون الفقاعي.

ليس هذا فحسب، لكن هناك إعتقاد في العالم العربي أنه قد تكون هناك عوالم متعددة مستشهدين علي ذلك بالآية الكريمة من سورة الطلاق 12 "الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن" وتعددت الأقاويل في تفسير الآية أنه قد تكون هناك سبع أرضين أي سبع عوالم موازية لعالمنا، لكن السؤال هو هل ذلك صحيح وهل تدل الآية علي وجود الأكوان المتعددة كما يحاول العلم إثبات تعدد الأكوان الناتج عن الإنفجار العظيم، ومحاولة إيضاح ذلك بالنظريات سالفة الذكر؟ للإجابة عن هذا نطرح بعض من آراء العلماء الأجلاء لمعرفة ما إذا كان القرآن قد أكد وجود سبع أرضين أو عوالم.

حيث قال القرطبي في هذا السياق أن الله سبحانه وتعالي ذكر أن السموات سبع ولم يأت في التنزيل عدد صريح للأرض، لا يحتمل التأويل إلا قوله تعالي ومن الأرض مثلهن وقد إخُتلف فيه ، فقيل "ومن الأرض مثلهن" أي في العدد وقيل "ومن الأرض مثلهن" أي في غلظهن وما بينهن وقيل هي سبع إلا أنه لم يفتق بعضها عن بعض بمعني أنها سبع أرضين منطوية علي بعضها.

والمتفق عليه أنه القول الأول سبع أرضين كسبع سموات بعضها فوق بعض وأن كل أرض لها مخلوقاتها.

وتفسير إبن كثير أنهم سيع أرضين وقد تقدم في سورة الحديد ذكر الأرضين السبع وما بينهن وكثافة كل واحدة منهم 500 عام.

وقال إبن جرير عن إبن عباس في قوله "سبع سموات ومن الأرض مثلهن"، قال لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم بها.

وقد يكون المقصود بها القارات السبع والتي يفرق بينها البحار والمحيطات.

وقد أثبت الله سبحانه وتعالي في الآية 3 من سورة الملك أن هناك سبع سموات طباقاً " الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فإرجع البصر هل تري من فطور" وبتفسير العلماء هناك إجتماع أن الثابت هو عدد السموات وهو سبع طباقاً أي مطبقين علي بعض كما قال سبحانه جل وعلا في سورة نوح الآية 15  "ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً" 

وبهذا الأمر يتم إثبات أن السموات هم سبع لكن هل أيضاً هناك سبع أرضين كما ذكر في قوله تعالي ومن الأرض مثلهن! هنا وقد أكد الدكتور "حسني حمدان الدسوقي" أستاذ الجيولوجيا وعلوم الأرض بجامعة المنصورة روائع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم حيث يتحدث القرآن عن حقائق خلق السموات والأرض في عدة سور منها سورة الأنبياء، سورة الذاريات، سورة فصلت، سورة الزمر .

كما أن هناك ورقة بحثية عن موضوع الأكوان الموازية شارك بها الدكتور "أحمد فرج علي" من جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر والدكتور "محمد خليل" من جامعة الأسكندرية والبروفيسور الكشميري "مير فيصل" المتخصص في الفيزياء النووية من جامعة ميرلو الكندية وأكدوا أن الكون ليس له أول ولا أخر وليس هناك ما يدعي بالإنفجار العظيم ولديهم أمل بإثبات وجود كون آخر موازٍ لكوننا في بعد ثالث وهو ما سوف يكشف عن وجود أكوان أخري في أبعاد أخري.

فمثلاً لو تحدثنا عن الإنفجار الكبير وأنه كان عشوائي حدث بفعل الحرارة فكيف يمكن للأرض أن تكون مخلوقة وموضوعة في مثل مكانها بالتحديد والتي تبعد عن الشمس مقدار مئة وخمسون مليون كيلو متر وأوضح الدكتور "عبد الدائم الكحيل" الباحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية  في هذ الأمر أن خلق الله للأرض لم يكن عشوائيا أبداً كما تطرح نظرية الإنفجار الكبير بل أن الأرض إذا كانت أقرب قليلاً من الشمس كانت لتحترق الحياة وما علي الأرض بالكامل وإذا كانت أبعد قليلاً من الشمس لتجمدت الحياة علي الأرض لذلك فإن الله سبحانه وتعالي وضعها في المكان الصحيح بالمقدار البعدي الصحيح عن الشمس . 

وهذا يطرح أن فكرة عشوائية الإنفجار الكبير لم تكن لتضع الكواكب والنجوم في مكانها المقدر التي هي فيه الآن بهذا النظام الدقيق.

ووفقاً لموقع عبد الدائم الكحيل  أن العلماء سابقاً كانوا يقولون أن الأرض لها ثلاث طبقات هم القشرة والنواة وطبقة بينهما تسمي الوشاح، لكنهم إكتشفوا بعد ذلك أن النواة لها طبقتين وهذا يجعل للأرض أربع طبقات، ثم إكتشفوا أن القشرة الأرضية تحتها غلاف صخري فقالوا أن الأرض لها خمس طبقات، ثم إكتشفوا أن طبقة الوشاح التي تقع بين القشرة والنواة بها مناطق حارة ومناطق أكثر حرارة وجعلوهم طبقتين فأصبحت للأرض ست طبقات وفي آخر الدراسات التي أجريت بإستخدام الموجات الزلزالية  في منتصف عام 2007 أثبتت أن للأرض سبع طبقات وهذا يثبت ما ذكر في الآية الكريمة ومن الأرض مثلهن أي أن الدكتور الكحيل يقول أن "ومن الأرض مثلهن" تعني طبقات الأرض كطبقات السماء ولا تعني وجود سبع أرضين مختلفة، وهذا قد يكون إثبات أنه ليس هناك "أنت" في أرض أخري وعالم آخر. 


*تجارب فوق الخيال :

وفقاً لما ذكره موقع العربية، قام علماء من المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN بإعادة تشغيل "مصادم الهيدرونات" أضخم آلة في العالم 27 كيلومتراً تحت جبال الألب في سويسرا وفرنسا علي أمل توسيع طاقته بعد إيقافه عن العمل لمدة عامين لإكتشاف ثقوب سوداء صغيرة عبر صدم حزم من البروتونات النووية ومقدار قوة الصدم هي 7 ترليونات إلكترونفولت، لأن إكتشاف هذه الثقوب السوداء سيؤكد نظرية الأكوان المتعددة أو الموازية.

وفي إطار مثل هذه التجارب قال الدكتور الكحيل "إذا تصورنا الحمم المنصهرة التي تقذف بها الأرض والتي هي صخور منصهرة تقذف من البراكين، لو أن إنساناً فكر أن يخترق الأرض ماذا سيحدث!، فالعلماء لا يستطيعوا أن يصلوا بسبب درجات الحرارة العالية والضغوطات الهائلة والتي تصل إلي آلاف الدرجات المئوية، والتي تصهر أي مادة مهما كانت قوية لذلك لا يمكنهم أبدأً إختراق أقطار الأرض"

* مصادر ومراجع:

_https://www.brighthub.com/science/space/articles/47412

 _ https://www.islamweb.net/ar/fatwa/189183/%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D8%AB%D9%84%D9%87%D9%86

_https://nasainarabic.net/education/articles/view/big-bang-theory

_http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-10-20/654-2012-12-18-22-04-24


*مصطلحات:

- البورانا: نصوص هندية قديمة مثل كتابات البردي

-  الفتق: الإنفصال

- الرتق : بمعني التلاحم 

author-img
أنا مجهولة الهوية التي تهتم بما يجذب الإنتباه , عملي هو نبش قبور المعلومات حتي يتوفر لدي ما يكفي لكي أفهم ما يدور في العالم من حولي , قادني شغفي في الكتابة إلي عمل مدونة تهتم بكل ما هو غريب و غامض أتمني لك الإستمتاع بكتاباتي .

تعليقات

6 تعليقات
إرسال تعليق
  1. تحية لك أخي/أختي
    أنا من المؤمنين أنه يوجد عوالم وأكوان أخري غير عالمنا، لكني لم أضيف رأيي الشخصي في المقال فأنا أريد فقط إضافة آراء العلماء العلمية والدينية، وكما قلت ويخلق مالاتعلمون ، الله أعلم بغيبه، شكرا علي مرورك الكريم أتمني تشارك المقالة إذا أحببت/ احببتي

    ردحذف
  2. برافو تحقيق ممتاز جدا ومجهود لائع تحياتي للكاتب بالتوفيق..
    .تيتو

    ردحذف
  3. مجهود رائع وشرح مبسط لنظريات وافكار موجوده وشاغله ناس كتير شكرا على التوضيح والموضوع الممتع

    ردحذف
  4. تسلم إيدك لأنه موضوع ملئ بالمعلومات والنظريات وواضح المجهود المبذول فيه
    ونحن كمسلمين ومؤمنين بان الله عز وجل هو الخالق والقادر على كل شئ وانه يقول للشئ كن فيكون فلا يهمنا كيف تم خلق الشئ ، فهو الذي خلق السماوات والارض وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما وما حولهما ، فالتكوين يتلخص في انه تم بأمر الله وبالكيفية التي أرادها الله عز وجل
    أما وجود أراضي اخرى ويعيش عليها بشر مثلنا ، فهذا رأي لا نرفضه لأن العلم الحديث وتطور التليسكوبات وعلوم الفلك وضحت ان الكون حولنا لا يمكن لنا ان نستوعب حجمه ولا عدده ، فمثلا نحن ضمن مجموعة شمسية ضمن ملايين المجموعات الشمسية التي تتكون منها مجرتنا واسمها مجرة التبانة وحتى الآن لم يستطيع علمنا القليل ان يجعلنا نصل الى أقرب مجموعة شمسية لنا في مجرة التبانة ، وايضا يوجد بلايين المجرات في الكون وربما كلمة بلايين تكون قليلة على عددها الحقيقي التي لا يعلمها إلا الله ، ومع هذه الضخامة للكون واتساعه وتعدد المجرات والمجموعات الشمسية والكواكب والاراضين فليس ببعيد أن يوجد خلق كثير مثلنا او ليس مثلنا وكذلك لهم حياتهم ولهم رسلهم وانبيائهم وايضا سيموتون ويبعثون ويحاسبون كما سيحدث معنا .
    فالله عظيم وقادر وايضا قال ويخلق مالا تعلمون .
    خالص الشكر على مقالك ومجهودك

    ردحذف
  5. اشكرك استاذ كامل
    بالفعل نحن مجرد نقطة في بحر ما خلقه الله سبحانه وتعالي مهما طال بنا الزمن او تطور العلم لن نعلم الا اقل القليل، اشكرك علي تعليقك

    ردحذف
  6. اهلين سينا كيف حالك وحشتينا ههه،مقال دسم ومفيد وشامل،احسنتي وبارك الله فيكي على هذا المجهود الجبار،استفدت كثيرا من هذا المقال،والجميل في العلم انه كل يوم ياءتي بنظريه جديدة تدحض سابقتها،الله اعلم بصحة هذه النظريات وفوق كل ذي علم عليم

    ردحذف

إرسال تعليق